84

जामिक अथार

جامع الآثار في السير ومولد المختار

शैलियों

ويغسل أطرافه، في عينه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوة، ليس بالقصير، ولا بالطويل، يلبس الشملة، ويجتزىء بالبلغة ويركب الحمار، ويمشي في الأسواق، سيفه على عاتقه، لا يبالي من لقي من الناس، معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان، ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة، مولده مكة، ومنشؤه وبدء نبوته بها، ودار هجرته يثرب. بين لابتي حرة ونخل، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ المكتوب، وهو الحماد يحمد الله على كل شدة ورخاء، سلطانه بالشام، وصاحبه من الملائكة جبريل، يلقى من قومه أذى شديدا ثم يدال عليهم فيحصدهم حصدا، يكون له وقعات بيثرب منها له ومنها عليه ثم له العاقبة، معه قوم هم إلى الموت أسرع من الماء من رأس الجبل إلى أسفله، صدورهم أناجيلهم، قربانهم دماؤهم، ليوث النهار رهبان الليل، يرعب عدوه منه مسيرة شهر، مباشر القتال بنفسه حتى يجرح ويكلم، لا شرطة معه ولا حرس، الله يحرسه.

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لكعب الأحبار: يا كعب، وجدت في التوراة أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، ثلاثة أثلاث: فثلث بعمله، وثلث برحمة ربه، وثلث بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم -يعني: يدخلون الجنة- وقال عمر: والذي نفسي بيده، ما أبالي في أي الأثلاث دخلت الجنة.

पृष्ठ 144