284

जामिक अथार

جامع الآثار في السير ومولد المختار

शैलियों

واعتذروا من دخولهم في النصرانية، وصار إلى ابن أخيه الحارث بن عمرو، وهو بالمشقر من ناحية هجر فأتاه قوم كانوا وقعوا إلى يثرب ممن خرج مع عمرو بن عامر مزيقياء، وحالفوا اليهود بيثرب، فشكوا اليهود، وذكروا سوء مجاورتهم ونقضهم الشرط الذي شرطوه لهم عند نزولهم ومتوا إليه بالرحم.

فأحفظه ذلك، فسار إلى يثرب ونزل في سفح أحد، وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلا صبرا وأراد خرابها.

فقام إليه رجل من اليهود قد أتت له مائتان وخمسون سنة، فقال: أيها الملك، مثلك لا يقتل على الغضب، ولا يقبل قول الزور، وأمرك أعظم من أن يطير بك نزق أو يسرع بك لجاج، وإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية.

قال: ولم؟

قال: لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل، يخرج من عند هذه البنية -يعني: البيت الحرام.

فكف تبع ومضى يريد مكة، ومعه هذا اليهودي، ورجل آخر من اليهود عالم، وهما الحبران، فأتى مكة فكسا البيت وأطعم الناس، وهو القائل:

وكسونا البيت الذي حرم الله ... ملاء معضدا وبرودا

पृष्ठ 344