जामिक अथार
جامع الآثار في السير ومولد المختار
शैलियों
ذكر أخبار أخرى من التوراة فيها الإشارة إلى النبي محمد صلى
الله عليه وسلم
وقد وجد في التوراة الإشارة إلى ذكره صلى الله عليه وسلم غير ما تقدم، فمن ذلك: ما في السفر الأول منها -وهي خمسة أسفار- في الفصل التاسع فيما حكاه بعض المفسرين المتأخرين وغيره في قصة هاجر لما فارقت سارة وخاطبها الملك فقال: يا هاجر، من أين أقبلت؟ وإلى أين تريدين؟ فلما شرحت له الحال قال: ارجعي فإني سأكثر ذريتك وزرعك حتى لا يحصون، وها أنت تحبلين وتلدين ابنا فسميه إسماعيل؛ لأن الله قد سمع تذللك وخضوعك، وولدك يكون وحشي البأس، وتكون يده فوق الجميع، ويد الكل به، ويكون مسكنه على تخوم جميع إخوته.
قال: قال المستخرجون لهذه البشارة: معلوم أن يد بني إسماعيل قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن فوق أيدي بني إسحاق، بل كان في بني إسحاق النبوة والكتاب، وقد دخلوا مصر زمن يوسف مع يعقوب، فلم يكن لبني إسماعيل فوقهم يد، ثم خرجوا منها لما بعث موسى، وكانوا مع موسى أعز أهل الأرض، لم يكن لأحد عليهم يد، وكذلك كانوا مع يوشع إلى زمن داود وملك سليمان الملك الذي لم يؤت أحدا مثله، فلم تكن يد بني إسماعيل عليهم، ثم سلط الله عليهم بخت نصر ففعل بهم الأفاعيل، ولم تكن يد بني إسماعيل عليهم، ثم بعث الله المسيح، وخرب بيت المقدس الخراب الثاني، حيث أفسدوا في الأرض مرتين، ومن حينئذ زال ملكهم وقطعهم الله في الأرض أمما، وكانوا تحت حكم الروم والفرس والقبط،
पृष्ठ 191