जामिक अथार
جامع الآثار في السير ومولد المختار
शैलियों
وذلك أنه ليس في التوراة من الآيات ما حاز به إسماعيل الشرف كهذه الآية، لأنها وعد الله لإبراهيم بما يكون من شرف إسماعيل.
وليس في التوراة آية أخرى مشتملة على شرف لقبيلة زيد وعمرو وخالد وبكر.
ثم إنا نبين أنه ليس في هذه الآية كلمة تساوى ب "مأد مأد" التي معناها "جدا"، وذلك أنها كلمة المبالغة من الله سبحانه فلا أسوة لها بشيء من كلمات الآية المذكورة.
وإذا كانت هذه الآية أعظم الآيات مبالغة في حق إسماعيل وأولاده، وكانت تلك الكلمة أعظم مبالغة من باقي كلمات تلك الآية فلا عجب أن تتضمن الإشارة إلى أجل أولاد إسماعيل شرفا، وأعظمهم قدرا صلى الله عليه وسلم.
وإذ قد بينا أنه ليس لهذه الكلمة أسوة بغيرها من كلمات هذه الآية، ولا لهذه الآية أسوة بغيرها من آيات التوراة، فقد بطل اعتراضهم.
انتهى قول أبي نصر.
ونظير هذا التفسير الملغز بحروف الجمل الموجز ما جاء في القرآن المجيد إشارة إلى كلمة التوحيد، وذلك فيما رويناه من طريق المنذر بن محمد بن المنذر، حدثني أبي: محمد بن المنذر، حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، حدثني أبي، عن أبان بن تغلب في قوله عز وجل: {كهيعص}، فقال في تفسيرها: "لا إله إلا الله" من حساب الجمل على الحروف؛ لأن الكاف عشرون، والهاء خمسة، والياء عشرة، والعين سبعون، والصاد تسعون، وكذلك عدد حروف "لا إله إلا الله".
पृष्ठ 189