जामिक अथार
جامع الآثار في السير ومولد المختار
शैलियों
وقال ابن إسحاق: وحدثني صالح بن إبراهيم، عن محمود بن لبيد، عن سلمة بن سلامة بن وقش -وكان من أصحاب بدر- رضي الله عنهم قال: كان لنا جار من يهود من بني عبد الأشهل، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار، فقال ذلك لقوم أهل شرك وأصحاب أوثان، لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت.
فقالوا: ويحك يا فلان، أو ترى هذا كائنا أن الناس يبعثون عند موتهم إلى دار فيها جنة ونار، ويجزون فيها بأعمالهم؟
قال: نعم والذي يحلف به ولود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في داره يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه بأن ينجو من تلك النار غدا.
فقالوا له: ويحك يا فلان، ما آية ذلك؟
قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده إلى (مكة) و(اليمن).
قالوا: ومتى تراه؟ فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا. فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه.
قال سلمة: فوالله، ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وهو بين أظهرنا فآمنا به وكفر بغيا وحسدا.
فقلنا له: ويحك يا فلان، ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟
पृष्ठ 172