174

जामिक अनवार

शैलियों

============================================================

ووضع يده على عتبة بابه قال: إن بمت هذا الفتى فليموتن معه علم كثير، فإنه اعلم من عليها وأومى إلى الأرض، قلت: وهذا الكلام من الإمام ولعله بلفه صار مببا لاعجابه بنفسه وانقطاعه عن حلقة الإمام ومجلس درسه، فانفرد وعقد مجلسا وجلس للتدريس والإملاء، فأرسل إليه أبو حنيفة رجلا يسأل عن خمسة مسائل للامتحان والابتلاء، وعلم الرجل الأسنلة واجوبتها وهي شهيرة في كتب الفقه فراجع إن شئت الإطلاع عليها وأخطا فيها الإمام أبو يوسف كلها فعرف تقصيره ورجع إلى آبي حنيفة وقال زيبت قبل أن تحصرم، هذا ولكن قال صاحب الأشباء في الفن السابع وفي مناقب الكردي آن سبب انفراده أنه مرض مرضأ شديدا فعاده الإمام وقال لقد كنت أؤملك بعدي للمسلمين لثن أصبت ليموتن علم كثير، لما راى أعجب بنفسه وعقد له مجلس الأمالي، وقال له حين جاء، ما جاء بك إلا مسألة القصار سبحان الله من رجل يتكلم في دين الله ويعقد مجلسا لا يحسن مسالة في الاجارة، ثم قال من ظن أن يستغني عن التعلم فليبك على نفسه، انتهى، ونقل عن أبي يوسف أنه قال سالني الأعمش(2) عن مسالة فأجبته فيها، فقال لي من أين أخذت هذا؟ فقال: من حديثك الذي حدثتني به، ثم ذكرت له الحديث، فقال لي يا يعقوب اني لأحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك وما عرفت تأويله إلى الآن، وقال حماد بن آبي حنيفة كان ابو حنيفة جالسا يوما وعن يمينه آبو سف وعن يساره زفر وهما يتجادلان في مسألة، فلا يقول أبو يوسف قولا إلا أفسده زفر، ولا يقول زفر قولا إلا أفسده أبو يوسف إلى أن دخل وقت الظهر وأذن المؤذن فرفع أبو حنيفة يده وضرب بها فخذ زفر ققال: لا تطمع برياسة بلدة فيها ابو يوسف، وقضى لأبي يوسف على زفر.

قال ظاهر بن أحمد الزبيري كان يجلس عند أبي يوسف رجل يطيل الصمت ولا يتكلم إلا ما قل، فقال له أبر يوسف الا تتكلم؟ فقال: بلى، () الأعمش: سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، تابعي من مشاهير المحدثين العلماء توفى في الكرفة سنة 148ه (طبقات ابن سعد 339/6).

पृष्ठ 174