فإن قال: فولاية المسلمين بعضهم لبعض في الحكم؟
قيل له: أن تعلم منه الموافقة للمسلمين في دينهم وقبول الإسلام، وتعرف منه الصلاح والورع والعفاف، وتعرف منه العمل بشرائع الإسلام، فتتولاه وتصوبه، وترد في غيبته وتقع له المحبة في قلبه، وتواصله وتعطيه حقوقه وتعظمه، ولا يكون مسلما من لم يكن المسلم عنده بهذه المنزلة، وقد قال الله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.
وقد قيل: «إن من أوثق عرى الإسلام: الحب في الله، والبغض فيه»، «ومن أحب عبدا في الله فكأنما أحب الله»، «ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته»، «ومن رد عن مسلم في غيبته فله من الأجر ما لا يحصى»، «ومن أحب قوما فهو منهم»، «ومن تشبه بقوم يكون منهم»، وقد قيل: «لا يجد المسلم حلاوة الإسلام حتى يحب في الله، ويعادي في الله».
وإنما تعبدهم الله فيما بينهم بحكم ما ظهر من بعضهم إلى بعض، على العلم منهم لبعضهم بعضا، ولم يكلفهم علم ما غاب عنهم من سرائر خلقه؛ لأن ذلك ما لا يطاق.
فإن قال بعض من الناس: إنا لا نتولى إلا بشرط إن كان وليا لله؛ لأنا لا ندري ما حاله عند الله، لعله عند الله كافر؟
पृष्ठ 78