199

जामिक

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

शैलियों

- وقال آخرون: أهل اليمامة، وأبو بكر - رضي الله عنه - قد قاتل أهل الروم وأهل اليمامة.

- وقول ثالث: ||قوتلت|| فارس في أيامه، وظفر بهم [عمر] بعد ذلك.

فإن كان أهل اليمامة والروم قد قاتلهم أبو بكر وفي ذلك إيجاب إمامته. وإن كان أهل فارس فقد قوتلوا في أيامه، وقد فتحها عمر - رضي الله عنه - من بعد ما قاتلهم، فقد وجبت إمامة عمر؛ لأن أبا بكر - رضي الله عنه - عقدها له، وإن كان المعنى من قاتل فارس وفرغ منهم: عمر، وجبت إمامة أبي بكر؛ لأنه هو العاقد لإمامته. فدل ما قلنا من القرآن على إمامة الصديق والفاروق.

وإذ وجبت إمامة أبي بكر بظاهر القرآن، وبإجماع المسلمين فسد قول من قال بالوصية، وقد فسد -أيضا- قول من قال: إن النبي ^ نص على علي ونصبه إماما.

ومما يبطل أيضا قول من قال بالنص على أبي بكر أن أبا بكر قال لعمر: "ابسط يدك أبايعك" يوم السقيفة، فلو كان رسول الله ^ نص على إمامته لم يجز أن يقول لعمر: "ابسط يدك أبايعك"، وقد قيل: إن عمر قال لأبي عبيدة: "ابسط يدك أبايعك"، فقال: "أتبايعني وفيكم الصديق؟!".

وقال أبو بكر للأنصار: "أنا أرضى بأحد هذين الرجلين"؛ يعني: عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح، فبايعوا أيهما شئتم"؛ فقال عمر: "ما ينبغي لأحد أن يكون فوقك، وأنت ثاني اثنين، وصاحب رسول الله في الغار". فلو كان نصا ما كان ما قد ذكرنا.

وقد روي عن النبي ^ أنه قال: «إن وليكم حبشي مجدع، فأقام فيكم كتاب الله وسنتي فاسمعوا له وأطيعوا». /144/ وقد قال رسول الله ^: «أطيعوا ولاة أموركم». وقد قال لمعاذ: «ولا تعص إماما عادلا».

पृष्ठ 199