وقال: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء}. وقال: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ||ملعونين||}، ونهاه عن الصلاة عليهم.
وما قد جاء في الثلاثة المتخلفين الذين خلفوا ||حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت||. وما قد جاء من الحدود فيمن ركب ما حرم الله وتعدى نهيه.
وما جاء في الوليد بن عقبة إذ ادعى أن القوم صدوه وأرادوا قتله، فسماه الله: فاسقا.
وما جاء في حاطب وكتابه إلى أهل مكة، وأراد عمر قتله حتى قال: "يا رسول الله؛ إني لمؤمن وإنما أنا صانعتهم"، فأنزل الله: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة...} حتى أتم القصة. وقال: {ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل}.
فذلك /136/ كله؛ وما في القرآن أكثر مما وصفنا في تكفير من ركب الكبائر من المستحلين والمحرمين ما لا يحمله كتابي هذا لو أحصيته. ومما يدل على تكفير المستحلين لما حرم الله عليهم قوله: {فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين}.
وما جاء في العرنيين اللذين أسلما، ثم استاقا إبل الصدقة، وارتدا عن الإسلام، وفي المحارب والباغي أن يقاتل حتى يفيء إلى أمر الله مما فيه كفاية عن الإطالة، وقد بينا ذلك فيما قد تقدم، ويطول به الخطاب.
पृष्ठ 188