174

जामिक

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

शैलियों

فأما المؤمنون فيزدادون تصديقا يقينا وإيمانا بما أنزل. وأما الإيمان فلا يزداد، ألا ترى أن الإيمان غير المؤمن، فالمؤمن هو الذي يزداد والإيمان هو ثابت لا زيادة فيه ولا نقصان، وبالله توفيقنا.

فإن قال من أوجب نقصانه: إن من ركب الكبيرة، وقذف المحصنات، فقد نقص من الإيمان؟

قيل له: إن الإيمان لا ينقص، ولكن الفاسق قد خرج من الإيمان الذي صدق به بفسقه من الإيمان.

ألا ترى أن الفسق: هو الخروج من الشيء الذي كان فيه، كما يقال: فسقت الرطبة: إذا خرجت من قشرتها. وخروج الفاسق بفسقه من الإيمان لا ينقص الإيمان، وإنما أفسد الفاسق على نفسه إيمانه بخروجه من الإيمان.

وقد لعن الله الكافرين والظالمين والفاسقين ولم يلعن مؤمنا، ألا ترى إلى قوله: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}.

وقال: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}، ولم يلعن الله مؤمنا، فمن فسق خرج من الإيمان بفسقه، ولم يثبت له ثواب المؤمنين.

ألا ترى إلى قول الله: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}؛ أي: خافت قلوبهم إذا ذكروا البعث والحساب، {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} أي: زادتهم تصديقا إلى يقينهم الذي يزدادون به مع ذلك؛ لأن الإيمان: هو التصديق بجميع ما أمر الله به ونهى عنه، فهو كامل لا ينقص.

पृष्ठ 174