قيل له: الإيمان بالقدر وخيره وشره واجب يجب الإيمان به؛ لأن القدر كله خلق الله، ويجب الإيمان بأن الله هو الخالق والخلاق العليم.
فكما أنه العليم والخلاق والقادر والمقتدر فالقدر كله حق من الله، ويجب الإيمان به على كل ما علم وسبق في علمه، وجرى الخلق من الخير والشر، والنفع والضر، والغنى والفقر، والإيمان والكفر، ولا مخرج للعباد من علم الله وقدره. ولم يكن العلم ساقهم إلى ما عملوا ولا اضطرهم إلى ذلك، ولكن سولت لهم أنفسهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم، حتى كان منهم ما علم الله منهم من المعاصي، وأما الطاعات فبفضل الله وتوفيقه لهم، على ما كان سبق في علمه، وقدر ذلك لهم وكونه.
مسألة: [في المعاصي]
- وسأل عن قول الله: {إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا}، الشر: معاصي أو غيرها؟
قيل له: من الشر معاص؛ لأنه قال: {إلا المصلين}، فاستثناهم من أولئك. وقد بين أن المعاصي شر، قوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}، فسماه شرا.
مسألة: في القضاء
- وسأل فقال: وقوله: {ويقتلون النبيين بغير حق}، {والله يقضي بالحق}. قال: فعلمنا أن ما كان بغير حق غير ما قضى بالحق. ولو كان قتل الأنبياء بقضاء الله كان حقا، وكان يجب الرضا بقضاء الله؟!
पृष्ठ 141