وهلك عامر بن حمزة بواسط، عند خالد بن عبد الله القسري، فقال عروة بن أذينة يرثيه، أخبرتني ذلك ظبية مولاة فاطمة بنت عمر بن مصعب، عن يحيى بن جعفر بن مصعب بن الزبير:
مَن لعينٍ كثيرةِ الهَمَلانِ ... ولُحزْنٍ قد شَفَّنِي وبرَانِي
أنْ تولَّى أخي وعارفُ حقِّي ... وأمينِي في السّرّ والإعلانِ
عامِرٌ مَنْ كعَامِر يرقَعُ الثَّلْمَ ويكفيكَ حضرةَ السلطانِ
حيثُ لا يَنفَعُ الضَّيفُ ولا للوَغْلِ في الجدِّ بالفِئَامِ يدَانِ
فَثَوى بالعراقِ رَمْسًا غرِيبًا ... لا بدارٍ ولا حَرَى أوطانِ
نائيًا عن بَنِي الزُّبَيْر مُقِيمًا ... بين أنهارِ واسطٍ والجِنانِ
سِّيدًا وابنَ سادةٍ يَشْتَرُونَ الحَمْدَ قِدْمًا بأرْبحِ الأثمانِ
قدَّمُوا أفضل المكارِم مَجْدًا ... ولهُمْ سِرُّ كُلِّ عِرْقٍ هِجَانِ
ورّثوه مَجْدَ الحياةِ فَثَبَّى ... مَجْدَ بانٍ أشادَ في البُنْيانِ
بقيامٍ على الجسيم من الأمْ ... رِ وضَغمٍ للمُتْرَف الحَيْرَانِ
وانصراف عن جَهْل ذي الرَّحِم المُفْرِطِ لَوْ شاءَ نالَهُ بهَوانِ
منْ يَلُمْ في بُكائِه لا أطِعْهُ ... وأقُلْ: مثْلُ عامرٍ أبْكانِي
مَنْ يُصَادِى سُخْطٍى ويحلُمُ عنّي ... وإذا قلت: من لأمرِي؟ كفانِي