ويعود الفضل إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى سنة 175 في إقامة صرح النحو والصرف وأصولهما ورفع قواعدهما، التي ثبتت رغم الاختلاف الذي ظهر بين النحاة والمدارس، وقد اعتمد الخليل على السماع والتعليل والقياس. ومن ثم إلى سيبويه المتوفى سنة 180 الذي سجل في كتابه تلك الأصول والقواعد واستعمالاتها وأساليبها في كلام العرب. ثم أتى الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المتوفى سنة 211 الذي لزم سيبويه وروى عنه كتابه وخالفه في كثير من المسائل، وتبعه محمد بن المستنير قطرب المتوفى سنة 206 في كثير من الآراء وأبو عمرو الجرمي المتوفى سنة 225 الذي لزم الأخفش، وأخذ عنه كل ما عنده، وكانت له بعض الآراء الصرفية خالف فيها سيبويه. وأما أبو عثمان المازني المتوفى سنة 249 فقد أصبح بعد وفاة الأخفش والجرمي عالم البصرة، وقام بالفصل بين النحو والصرف، فنظم قواعد الصرف ومسائله الخاصة، حتى جعله علما مستقلا بأبنيته وقياساته، بعد أن كان مختلطا بعلم النحو في كتاب سيبويه، ثم لمع نجم تلميذه المبرد المتوفى سنة 285 وأصحابه أبي إسحاق الزجاج المتوفى سنة 310 وأبي بكر بن السراج المتوفى سنة 316 وأبي سعيد السيرافي المتوفى سنة 368 الذين أصلوا جذور المدرسة البصرية ومدوا فروعها للغاية. 9 364 1.129 results البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة مدخل في مدارس النحو وأعلامها المدرسة الكوفية: انشغل علماء الكوفة بادئ الأمر بالفقه ووضع أصوله ومقاييسه، وأذكر هنا أبا حنيفة النعمان، وعنوا بالقراءات ورواياتها، حتى اشتهر منهم عاصم وحمزة والكسائي، واهتموا أيضا برواية الأشعار، فتركوا المجال لعلماء البصرة الذين حازوا فضل السبق في علم النحو والصرف.
अज्ञात पृष्ठ