الطويل
وما كنتُ شاحردا، ولكنْ حَسِبتُني ... إذا مِسحَلٌ يُسْدي ليَ القولَ أعلَق
شَريكانِ فيما بَينَنا مِن هَوادَةٍ، ... صَفِيَّانِ إنسيٌّ وجِنٌّ موَفَّقُ
يَقُولُ فلا أَعيَا بقَول يَقُولُهُ، ... كَفاني لا عَيٌّ، ولا هُوَ أخْرَقُ
خبر آخر:
ذكر أن رجلًا أتى الفرزدق فقال: إني قلت شعرًا فانظره، قال: أنشد، فقال: البسيط
وَمِنْهُم عمرٌو المَحْمُودُ نائِلُهُ ... كأنَّما رَأْسُهُ طِينُ الخَواتيمِ
قال: فضحك الفرزدق ثم قال: يا ابن أخي! إن للشعر شيطانين يدعى أحدهما الهوبر والآخر الهوجل، فمن انفرد به الهوبر جاد شعره وصح كلامه، ومن انفرد به الهوجل فسد شعره، وإنهما قد اجتمعا لك في هذا البيت فكان معك الهوبر في أوله فأجدت، وخالطك الهوجل في آخره فأفسدت، وإن الشعر كان جملًا بازلًا عظيمًا فنحر فجاء امرؤ القيس فأخذ رأسه، وعمرو بن كلثوم سنامه، وزهير كاهله، والأعشى والنابغة فخذيه، وطرفة ولبيد كركرته. ولم يبق إلا الذراع والبطن فتوزعناهما بيننا، فقال الجزار: يا هؤلاء! لم يبق إلا الفرث والدم، فأمروا لي به، فقلنا: هو لك، فأخذه ثم طبخه، ثم أكله ثم خريه، فشعرك هذا من خرء ذلك الجزار! فقال الفتى: فلا أقول بعده شعرًا أبدًا.
1 / 63