وعن المقنع عن أبيه عن الأصمعي قال: دخلت البادية من ديار فهم، فقال لي رجلٌ منهم: ما أدخل القروي باديتنا؟ فقلت: طلب العلم، قال: عليك بالعلم، فإنه أنسٌ في السفر، وزينٌ في الحضر، وزيادةٌ في المروءة، وشرفٌ في النسب، وفي مثل هذا يقول الشاعر: الكامل
عِيُّ الشَّريفِ يَشِيْنُ مَنصِبَهُ، ... وابنُ اللَّئيمِ يَزْيْنُهُ الأدَبُ
وعنه عن أبيه عن الأصمعي قال: قدم رجلٌ من فزارة على الخليل بن أحمد وكان الفزاري عييًا، فسأل الخليل مسألةً فأبطأ في جوابها، فتضاحك الفزاري، فالتفت الخليل إلى بعض جلسائه فقال: الرجال أربعة: فرجل يدري ويدري أنه يدري، فذلك عالم فاعرفوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك غافلٌ فأيقظوه؛ ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فذلك غافلٌ فأيقظوه؛ ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فذلك مائق فاجتنبوه. ثم أنشأ الخليل يقول: الكامل
لو كنتَ تَعلَمُ ما أقولُ عذَرتَني ... أَوْ كنتُ أَجْهَلُ ما تقولُ عذَلتُكا
لَكِنْ جَهِلتَ مَقَالَتي فَعذَلْتَني ... وعلِمتُ أَنَّكَ مائقٌ فَعَذَرْتُكا
1 / 43