كانُوا كَوَفدِ بني عادٍ أضَلَّهُمُ ... قَيْلٌ، فأَتبَعَ عامٌ مِنْهُمُ عامَا
عادوا فلمْ يجدوا في دارِ قَوْمِهِمُ، ... إلاّ مغانيَهُمْ قَفْرًا وآرامَا
ومن ذلك قول مبدع بن هرم من ولد عوص بن إرم بن سام بن نوح، ﵇، وكان من مسلمي ثمود، فقال يذكر الناقة وفصيلها: الوافر
وَلاذَ بِصَخْرَة مِنْ رأسِ رَضْوَىَ، ... بأعلى الشِّعْبِ مِنْ شَعَفٍ مُنيفِ
فَلاذَ بها لِكَيْلا يَعْقِرُوهُ، ... وَفي تَلْواذِهِ مَرُّ الحُتُوفِ
بِأَسْهُمِ مُصْدِعٍ، شُلَّتْ يَداهُ، ... تَشُقُّ شِعَأفَهُ شَقَّ الخَنيفِ
ثَكَلْتُمْ أُمَّهُ؛ وَعَقَرْتُمُوهُ، ... ولم يُنْظَرْ لَهْفُ اللهيفِ
الخنيف: جنس من ثياب الكتان، وهي الخنف، واحدها خنيف. ومصدع: الذي رمى الناقة قبل أن يعقرها قدار.
وقال مبدع، حين أخذته الصيحة: نعوذ بالله من ذلك.
فكانَتْ صَيحَةً لم تُبْقِ شَيئًا ... بوادي الحِجرِ وانْتَسَفَتْ رِياحَا
فَخَرَّ لِصَوتِها أَجْيالُ رَضوَى، ... وَخَرَّبَتِ الأشاقِرَ والصِّفاحَا
وأدْرَكَتِ الوُحُوشَ فكَتَّفَتْها، ... ولم تَتْرُكْ لطائرِها جَنَاحَا
ونُجِّي صالحٌ في مُؤْمنيهِ، ... وطُحْطِحَ كُلُّ عاديٍّ فَطاحَا
1 / 33