وَجَاوَرَنا عَدوٌّ لَيْسَ يَفنى، ... لَعِينٌ لا يَمُوتُ فَنَسْتَريحُ
أَهابِلُ! إن قُتِلْتَ، فإنّ قلبي ... عَليكَ اليَومَ مُكْتَئبٌ قَريحُ
ثم سمعت جماعةً من أهل العلم يؤثرون أن قائلها أبونا آدم، ﵇، حين قتل إبنه قابيل هابيل؛ فالله أعلم أكان ذلك أم لا.
وذكر أن إبليس عدو الله أجاب آدم، ﵇، بهذه الأبيات، فقال: الوافر
تَنَحَّ عنِ الجِنانِ وساكينها، ... ففي الفِردَوْسِ ضَاقَ بِكَ الفسيحُ
وَكُنْتَ بها وزَوْجَكَ في رَخاءٍ، ... وقلبُكَ من أذَى الدّنيا مَريحُ
فَما بَرِحَتْ مُكايَدتي ومَكري ... إلى أَنْ فاتَكَ الثّمَنُ الّربيحُ
ولَولا رَحَمةُ الرُّحَمنِ أَمْسَى ... بِكَفِّكَ مِنْ جِنانِ الخُلدِ ريحُ
وروي أن بعض الملائكة، ﵈، قال هذا البيت: الوافر
لِدُوا للمَوتِ، وابنُوا للخَرابِ ... فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إلى الذهابِ
قال المفضل: وقد قالت الأشعار العمالقة، وعاد، وثمود. قال معاوية ابن بكر بن الحبتر بن عتيك بن قرمة بن جلهمة بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح، ﵇، وكان يومئذٍ سيد العمالقة، وقد قدم إليه قيل بن عير، وكانت عاد بعثوه ولقمان بن عاد وفدًا معهما ليستسقوا لهم حين منعوا الغيث، فقال معاوية بن بكر: الوافر
أَلا يا قَيْلُ! وَيْحَكَ! قُمْ فَهَينمْ، ... لعَلَّ اللَّهَ يَصْبَحُنا غَمامَا
1 / 31