أمّا كتب الطبقات فلا تختلف هي الأخرى عمّا ألفناه في كتب النّسب، فخليفة بن خيّاط (^١) المتوفى سنة ٢٤٠ هـ ضمّن طبقاته وتاريخه معلومات قيّمة كان هشام بن الكلبيّ صاحب السبق فيها.
وما كتب الأمثال إلا شاهد آخر على منزلة الرجل وعلو مقامه؛ فنظرة عجلى إلى مجمع الأمثال للميدانيّ، وجمهرة الأمثال للعسكريّ وغيرها (^٢)، توضّح مدى الاعتماد عليه من ناحية، وتدلّ على غزارة علمه وتشعّب دراساته من ناحية ثانية.
محمّد بن حبيب:
هو أبو جعفر محمّد بن حبيب بن أميّة بن عمرو، ويقال: إنّ حبيبا اسم أمّه، وقيل بل اسم أبيه (^٣).
كان من علماء بغداد بالأنساب والأخبار واللّغة والشعر والقبائل (^٤).
يقول الخطيب البغدادي: «محمّد بن حبيب، صاحب كتاب المحبّر، كان عالما بالنّسب وأخبار العرب موثّقا في روايته» (^٥).
ويذكر السيوطيّ أنه «كان حافظا للأنساب صدوقا» (^٦).
وقد حدّث محمّد بن حبيب عن هشام بن الكلبيّ وروى كتبه، وروى
_________
(^١) انظر تاريخ خليفة بن خياط ١/ ١١٧، ٢٤٤.
(^٢) مجمع الأمثال ١/ ٤٥؛ جمهرة الامثال ١/ ٥٧٣، ٢/ ٢٦١؛ وانظر كتاب الأمثال للقاسم بن سلام ص ١٣١، ١٣٣، ٣٠٠.
(^٣) تاريخ بغداد ٢/ ٢٧٧.
(^٤) ابن النديم: الفهرست ص ١١٩.
(^٥) تاريخ بغداد ٢/ ٢٧٧.
(^٦) بغية الوعاة ٢/ ٧٤.
1 / 8