जमाल दीन अफगानी
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
शैलियों
الأمانة. وهي أساس المعاملات والمعاوضات في الأعمال. والأمة في حاجة إلى حكومة جمهورية أو ملكية مشروطة أو مقيدة. والحكومة في حاجة إلى رجال أمناء يقومون بالأعمال، يجمعون الكلمة، ويمنعون الاعتداء دون استعلاء على أحد. ويعطي الأفغاني هنا معنى اقتصاديا سياسيا للأمانة وليس معنى أخلاقيا نفسيا كما أعطى للحياء. كما أن فكره يقوم على دور. تحتاج الأمانة إلى حكومة وتحتاج الحكومة إلى أمانة. (3)
الصدق. نظرا لأن الإنسان كثير الحاجات منح خمسة مشاعر، هي الحواس الخمس، فإنها كلها لا تعمل إلا بالصدق. فالكاذب يرى البعيد قريبا والقريب بعيدا، والنافع ضارا والضار نافعا. الصدق إذن شرط عمل الحواس، وأساس مبدأ التحقق. يقوم الصدق عند الأفغاني بدور معرفي، صدق عمل الحواس، وتتأسس عليه الأخلاق. وهو نفس المقياس النفسي الأخلاقي في تعريف الحياء.
29
ولا يبين الأفغاني إذا كانت هذه الخصال في بدايتها فطرية أو مكتسبة. ويكتفي بالقول بأنها متوازنة بين الأمم. فهي مكتسبة من حيث التربية دون توضيح عمن اكتسبها الإنسان الأول؟ ولا يبين هل هي خصال فردية أو جماعية؟ هل هي عند كل الأفراد والشعوب أم أن هناك فروقا فردية فيها؟ ولماذا اختار الأفغاني هذه الخصال الثلاث واستبعد غيرها؟ وما الدليل العقلي والنقلي على اختيارها دون غيرها؟ كما تبدو أحيانا متداخلة فيما بينها من حيث الوظائف الاجتماعية، بل ومتداخلة مع غيرها. ميزتها أنها أحيانا تقوم على تفسير نفسي اجتماعي تاريخي كما يفعل علماء النفس والاجتماع والتاريخ.
ولما كانت الفضيلة وسطا بين طرفين، وكانت الحكمة المحافظة على الهيئة المتوسطة، والفضائل هيئات متوسطة بين خلتين ناقصتين خصص الأفغاني مطلبا في الوسائل التي يمكن أن تلزم النفس حدود العدل. فكل فرد في فطرته شهوات تحيل إلى مشتهيات. والأولى دافع للحصول على الثانية، وهو ما يسمى في الظاهريات الشعور باعتباره ذاتا
noèse ، والشعور باعتباره موضوعا
noème . ولم تحدد الطبيعة طريقة محددة لذلك. ومع ذلك هناك طريقان عرفتهما البشرية: طريق حق وطريق باطل، هدى وفتنة، تعفف من ناحية وسفك دماء واغتصاب حقوق من ناحية أخرى، طبقا لثنائية الأفغاني التطهرية. والطريقة المثلى هي حد الاعتدال وقصر النفوس عليه تخفيفا للأهواء. ويكون ذلك بطرق أربع: (1)
المدافعة الشخصية. وهو طريق النضال والقتال وإسالة الدماء، طريق الجلاد، وغلبة القوي على الضعيف. فإذا قوي الضعيف وضعف القوي طبقا لجدل السيد والعبد تدور الدائرة، ويستمر الفساد في النوع الإنساني. فالأفغاني هنا يدين العنف واستعمال القوة لتحقيق الخير والمنفعة العامة. (2)
شرف النفس. وهو طريق يمنع صاحبه من إتيان ما يذم عند قومه، وهو ما يتغير بتغير الأقوام وعند البدو والحضر مثل الحيلة والمكر، مقبولة عند قوم مرفوضة عند آخرين. ولما كان لكل كائن علة غائية فغاية الأخلاق توسيع الرزق، والشرف من أجل البقاء. ومن ثم يجوز جعل شرف النفس ميزانا للعدل. وأما حب المحمدة فقد يتعارض مع الشهوات. ولا يمكن الجمع بينه وبين شرف النفس. وكلاهما اختياران. (3)
الحكومة. وقوتها تكمن في الكف عن العدوان الظاهر ورفع الظلم البين ولكنها لا تستطيع منع الاختلاس والزور والتمويه والباطل المزين والفساد الملون بصيغ الإصلاح، والخفايا والدسائس. الحكومة تقوم بالأمن الخارجي ولكنها تعجز عن منع الاضطراب الداخلي. تستطيع الحكومة أن تسيطر على المجتمع ولكنها لا تستطيع التحكم في أهواء النفس. (4)
अज्ञात पृष्ठ