जमाल दीन अफगानी
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
शैलियों
يدعي الماديون أنهم الحكماء بصرف النظر عن اختلاف أسمائهم بين الدهريين والماديين والطبيعيين والاشتراكيين والشيوعيين والعدميين. ويدعون أنهم المدافعون عن الظلم ورافعو الجور، وأنهم العارفون بالأسرار وكاشفو الحقائق والرموز، والواصلون إلى بواطن الأمور، والمطهرون الأذهان من الخرافات من أجل تنوير العقول، وأنهم محبو الفقراء وحماة الضعفاء وطلاب الخير للمساكين. وهم في الحقيقة مدعو النبوة لترويج مذاهبهم، أي أنهم متنبئون. هم صدمة على القوم، وصاعقة عليهم. يميتون القلوب الحية، ويقومون بنفث السم في الأرواح، وزعزعة راسخ النظام. هم سبب انهيار الأمم وسقوط العروش، وإفساد الأصول واقتلاعها.
12
ويفصل الأفغاني غايات النيتشريين الحقيقية بعد ادعاءاتهم السابقة وهي: (1)
جحد الألوهية وإنكار البنيان المسدس، نسق الأفغاني الأخلاقي، العقائد الثلاث: الإنسان أشرف المخلوقات، والأمة أشرف الأمم، والحياة الدنيا للمعاد، والخصال الثلاث: الحياء والأمانة والصدق، والنزول من علياء الإنسانية إلى حضيض الوحشية الحيوانية. (2)
بطلان الأديان كافة؛ لأنها أوهام باطلة ومواضعات. ولا يحق لملة ادعاء أفضليتها على سائر الملل مما يؤدي إلى الركود مع أن الدعوة إلى أشرف الملل وخير أمة قد يؤدي إلى العنصرية والحروب بين الأديان والأوطان، أو إلى الارتكان للعقيدة دون العمل بها وتحقيق شرطها مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شرط أفضلية الأمة الإسلامية. (3)
اعتبار الإنسان مثل سائر الحيوانات وعدم الارتفاع على مستوى البهائم، بل الانخفاض إلى ما هو أخس منها. وقد يؤدي ذلك إلى الإتيان بالقبائح واقتراف المنكرات وممارسة العدوان. (4)
إنكار الحياة بعد الموت، واعتبار مقصد الحياة الدنيا الشهوة البهيمية. فتتحرر النفوس من الأخلاق، وتمارس العدوان والقتل والسلب وهتك الأعراض والغدر والخيانة، وارتكاب كل خبيث والوقوع في كل رذيلة، والإعراض بالعقل عن كسب الكمال البشري ومعرفة الحقائق وأسرار الطبيعة. (5)
الاشتراك في الأموال والأبضاع وإباحة تناول ما للغير؛ نظرا لأن المذهب الطبيعي يؤدي إلى المادية والاشتراكية والنزعة الإنسانية بالرغم من وجود نزعات اشتراكية إنسانية أخلاقية وروحية ومثالية. (6)
إزالة صفة الحياة للفوز بالقوة فيصبح الإنسان كالأنعام يعيش وفقا لقانون الغاب ولا يعرف له قانون إلا القوة والغلبة. (7)
إزالة صفتي الأمانة والصدق، وهما صفتان تقومان على الإيمان بيوم الجزاء وإزالة ملكة الحياء حتى شاعت الخيانة وراج الكذب، وهذا الثالوث الأفغاني الأمانة والصدق والحياء يمثل قواعد الأخلاق وقوانين التاريخ. (8)
अज्ञात पृष्ठ