जलीस सालिह
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
अन्वेषक
عبد الكريم سامي الجندي
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى ١٤٢٦ هـ
प्रकाशन वर्ष
٢٠٠٥ م
प्रकाशक स्थान
بيروت - لبنان
الْمُحَارب الشجاع
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن دُرَيْد، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاذِ خَلَف بْن أَحْمَد الْمُؤَدب، عَن أبي إِسْحَق الزيَادي، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُل من الْعَرَب قَالَ: كَانَ بَيْننَا وَبَين قَوْمٍ حَرْب فلقونا فهزمناهم فَإِذا فَتى مِنْهُم قد صَبر فَجعل لَا يحمل عَلَى نَاحيَة من معسكرنا إِلَّا كشفها وهزمها، ثُمَّ احتويناه بأرماحنا فأشفقنا عَلَيْهِ فعرضنا عَلَيْهِ الْأمان. فَقَالَ:
أذلَّ الحياةِ وذلَّ الْمَمَات ... وكُلا أرَاهُ طَعَاما وبيلًا
فَإِن كَانَ لَا بُد من وَاحِد ... فسِيري إِلَى الْمَوْت سيرا جميلا
ثُمَّ حملنَا عَلَيْهِ فقتلناه فَإِذا هِيَ امْرَأَة.
حُسْن الظنّ بِاللَّه
حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِم بْن دَاوُد أَبُو ذَر القراطيسي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن: أنَّ وَزِير الْملك نَفَاهُ الْملك لموجده وجدهَا عَلَيْهِ فَاغْتَمَّ لذَلِك غمًا شَدِيدا فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَة فِي بَيت لَهُ إِذْ أنْشدهُ رَجُل كَانَ مَعَه:
أَحْسِنِ الظَّنَّ بربٍّ عَوَّدّكْ ... حَسَنًا بالْأَمْس وسَوّى أَوَدَكْ
إِنَّ ربّا كَانَ يَكْفِيك الَّذِي ... كَانَ بالْأَمْس سيكفيك غَدَك
تَعْلِيق على خبر
هَكَذَا فِي الْخَبَر إِذ أنْشدهُ فَبينا هُوَ، وَكَانَ الْأَصْمَعِي يُنكر الْإِتْيَان باذ فِي هَذَا الْبَاب ويستخطئ الْقَائِل: بَينا أَنَا جَالس إِذْ أقبل فلَان وَيرى أَن الْكَلَام صَحِيح: بَينا أَنَا جَالس أقبل فلَان، وَكَانَ سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من أَهْلَ الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ يرَوْنَ ذَلِكَ جَائِزا، وَقد جَاءَ فِي الْكَلَام وَالْأَخْبَار كثيرا، وَإِذ من حُرُوف المفاجأة الدَّالَّة عَلَيْهَا.
الجليس الصَّالح
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَرَفَة الأَزْدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس المَنْصُورِيّ، عَنِ القثمي، عَنْ مبارك الطَّبَريّ، قَالَ: سَمِعت أَبَا عُبَيْد اللَّه، يَقُولُ سَمِعت الْمَنْصُور يَقُولُ للمهدي: يَا أَبَا عَبْد اللَّه لَا تجْلِس مَجْلِسا إِلَّا ومعك فِيهِ رَجُل من أَهْلَ الْعلم يحدثك، فَإِن مُحَمَّد بن مُسلم بْن شهَاب قَالَ: إِن الحَدِيث ذَكَرَ يُحِبهُ الذُّكُور من الرِّجَال ويكرهه مؤنثوهم، قَالَ الْمَنْصُور: صدق أَخُو بني زهرَة.
وَقَالَ آخر:
إِن المشيبَ وَمَا بدا فِي عَارِضِي ... صَرَفَ الغواني فانصرفتُ كَرِيمًا
وسخوتُ إِلَّا عَنْ جليسٍ صالحِ ... حسنِ الحديثِ يزيدُني تَعْلِيما
قَالَ القَاضِي:
وَلَقَد سئمتُ مآربِي ... فَكَأَن طيِّبُها خبيثُ
إِلَّا الحديثُ فإنّه ... مثل اسْمه أبدا حَدِيث
1 / 32