٨ فاسم جميع هذه الأعضاء اسم واحد يعمها وأما جوهرها فيختلف فى صورته والذى ينتفع به فى التحفظ هو ما عم الأسماء وذلك أنا إذا قلنا أن فى كل واحد من الأعضاء المتشابهة الأجزاء جوهرا يخصه وأن الشئ الذى هو بمنزلة اللحم فى كل واحد من الأحشاء من الأعضاء المتشابهة الأجزاء تذكرنا بذلك على المكان الفصول الجزئية التى فيها وكذلك أيضا الأنواع التى فى كل واحدة من الآلات فإنا إذا ذكرنا اللقب العامى الذى يعمها جميعا تذكرنا بذلك على المكان الخواص التى تخص كل واحد منها وكذلك أيضا إذا ذكر الإنسان اسم الغدد تذكر بذلك على المكان جميع الغدد الذى يسمى منه على الحقيقة بهذا الاسم والذى يسمى به على طريق الاستعارة وهو الذى ذكرته فيما تقدم على أن فيما بينهما اختلافا كثيرا وكذلك أيضا الأوعية فإن الاسم الذى يعمها واحد إلا أن أنواعها كثيرة وتذكر جميعها يكون عند ذكر اللقب الذى يعمها فكل هذه الأعضاء يشترك فى الاسم بسبب التشابه الذى فيما بينها من غير أن يكون جوهرها جوهرا واحدا أعنى الأوعية والغدد والشظايا وأما التى تشترك فى الاسم على طريق الاستعارة فاللحوم وليس الأمر كذلك فى العظم والغضروف والغشاء والرباط لأن كل واحد من هذه يسمى بهذا الاسم على الحقيقية وإنما يعرف به واحد منها وأما جسم العصبة والوتر من غير أن تدخل مع ذلك الأغشية التى تغشيها فمن الأعضاء المتشابهة الأجزاء وكذلك أيضا جميع الأمخاخ وإن أحببت أن تدخل فيها الدماغ والنخاع فكن حافظا للفصل بينهما وبين سائر الأمخاخ وإذا كانا غير متشابهين فى الصورة لسائر الأمخاخ فهما لا محالة فى موضع من البدن بمنزلة الرطوبات التى فى العين وهى الرطوبة الزجاجية والرطوبة الجليدية فأن هذه ليست فى مواضع كثيرة من البدن بمنزلة الغدد واللحم والأغشية والرباطات والغضاريف وفى موضع واحد أيضا من البدن الطبقة القرنية والطبقة العنبية وليس تجد عضوا واحدا آخر فى البدن طبيعته هذه الطبيعة بعينها ولا عضوا آخر أيضا طبيعته مثل طبيعة القضيب من الذكر وخليق ألا يسئ قائل إن قال إن فى رقبة الرحم عضوا له صورة تخصه وقد تكلمت أيضا فى أم الدماغ الجافية وكذلك أيضا فى الغشاء الدائر حول القلب وفى اللسان الذى فى الحنجرة وذلك أن كل واحد من هذه الأعضاء من البدن فى موضع واحد
[chapter 9]
पृष्ठ 80