٥ وليس تجد الجسم المخصوص بكل واحد من الأعضاء مشابه الأجزاء على الحقيقة لأن حدوثه إنما يكون من شظايا لحمية يتصل بعضها ببعض بأغشية رقيقة فيجب من ذلك أن يكون فى المعدة والرحم والمثانة والأمعاء وسائر الأعضاء الشبيهة بها جسمان أوليان وهما الشظايا والأغشية التى تجمعها وتصل بعضها ببعض وأما العروق الضوارب وغير الضوارب فتنقسم وتنبث فى هذه الأعضاء وإذا قشطت الطبقة الخارجة من المعدة المتصلة بالصفاق التى من طبيعته وجدت من دونها جسم المعدة الخاصى بها مركبا من طبقتين أخريين طبيعتهما تلك الطبيعة بعينها مؤلفا من أشباه تلك الشظايا التى منها تأليف الطبقة الأولى وكذلك أيضا الأمعاء وأما جرم المثانة وجرم الرحم فترى كل واحد منهما رؤية بينة إذا قشطت عنه الغشاء المغشى له من خارج والمتصل بالصفاق مركبا من طبقة واحدة مؤلفة من شظايا تخصها وكذلك أيضا العرق غير الضارب فإن جسمه لا يوجد بسيطا مفردا على الحقيقة إلا انه متشابه الأجزاء وذلك أنه مركب من أمثال هذه الشظايا وأكبر من ذلك كثيرا العرق الضارب فإن له طبقتين إحداهما وهى الداخلة منه قوية غليظة مؤلفة من شظايا تمتد عرضا وأما الأخرى وهى الخارجة فتر كيسها مختلف إلا أن أكثرها مؤلف من شظايا تمتد طولا بخلاف تأليف جرم المعدة فإن هذا العضو أيضا مركب من طبقتين تخصانه وكذلك أيضا كل واحد من الأمعاء فإن تأليفه من طبقتين إلا أن تأليف أكثر هاتين الطبقتين من شظايا تمتد عرضا وقد تجد الشظايا التى منها تركيب هاتين الطبقتين فى بعض الحيوان تمتد كلها إلا اليسير عرضا ويغشى هاتين الطبقتين أيضا غشاء ثالث يبسط عليهما من خارج منشأة من الصفاق الذى على البطن فقد تبين أن بعض ما فى كل واحد من الأحشاء من الأعضاء المتشابهة الأجزاء شظايا وبعض ما فيها أغشية وبعض ما فيها اللحم الخاصى بكل واحد منها وكذلك أيضا كل واحد من الأعصاب فإن تأليفه من ثلثة أشياء وذلك أن الجزء الداخل منه وهو أشرف ما فيه ينبت من الدماغ أو من النخاع وأما الجسمان الآخران المحيطان بذلك الجزء فأحدهما ينبت من أم الدماغ الرقيقة والآخر من الأم الجافية وكل واحد من هذه الأجسام بحسب ما يدركه الحس متشابه الأجزاء وليس تشابه الأجزاء من العصبة بمنزلتها فى الرباط
[chapter 6]
पृष्ठ 68