261

تادرس

إنها التقت به في جمع ورأته حزينا في ركن، فجاءت وجلست إلى جواره تخفف عنه، ثم رقصت معه، وطلبت منه أن ينزلا إلى حجرته، وهناك تبادلا حديثا طويلا. وقفت الفتاة وأهدته ملعقتين خشبيتين ملونتين. وكتبت على ورقة اسم القرية التي صنعتا فيها. اهتم بأن يريها أن لديه ملعقتين مثلهما. قالت: ستبقون طويلا ولا بد من ذهابي. لن تراني مرة أخرى إلا بعد شهرين. ربما عدت إليك الليلة في وقت متأخر. انصرفت. أمسك العود وعزف لحن «الحشاشين»

لسيد درويش . طلبت منه «ساعة ما بشوفك جنبي». قال:

عبد الوهاب

سرق

سيد درويش

وأماته، لكنه غنى «كليوبترا» و«الجندول». جاءت فتاة أخرى عادية الملامح شاحبة الوجه. جلست محتفظة بغطاء الرأس الذي يغطي أذنيها إلى كتفيها. قالت إنها جاءت اليوم من الهيئة الرئيسية للغاز حيث كانت تجمع مادة لرسالة الدكتوراه، وإنها ستعود إلى ابنها في مدينة

خاباروفسك . قال لها: أنت لست سعيدة، وأنت تعرفين لماذا. قالت إنها اشترت شقة، دفعت 1500

روبل ، وستدفع الباقي على أقساط. قال لها: يجب أن تجدي رجلا. نظرت إليه في مرارة. فكرت أنها حاولت معه لكنه إما لم يفهم أو لا يريدها، وقد يئست من تكرار المحاولات. طلبت منه أن يغني أغنية إنجليزية، وصححت له أخطاءه. ثم عزف «يا زهرة في خيالي»

لفريد الأطرش . قالت إنها تحب هذه النغمة من صغرها. قال لها إنها التانجو العربي. انصرفت. أنهينا الزجاجة وتهيأنا للانصراف. قال: الآن سأعزف لكم أحب قطعة عندي. عزف «الموجة وراء الموجة»

अज्ञात पृष्ठ