وضعت يدي في جيبي معطفي ومضيت إلى نهاية الشارع. شعرت أن الجو رائع ودافئ، ورائحة الهواء منعشة بعد أن توقف المطر. عبرت بحديقة انتشر بضعة أزواج على مقاعدها يتبادلون القبلات. ومرت بي امرأة تسند رفيقها الذي كان يتحدث بلا انقطاع ويبدو ثملا. مضيت من أمام ال
جوم
الذي علقت فوقه راية حمراء عريضة تحمل عبارة: «نطبق قرارات المؤتمر الرابع والعشرين». محطة المترو. كان هناك شاب روسي يبدو سعيدا ببنطلون أحمر ذي أطراف واسعة حسب الموضة. في الغالب حصل عليه من السوق السوداء. بحثت عن عملة في جيبي، هبطت السلم ومضيت في الممر المؤدي إلى العدادات، مررت من أسفل اليافطة التي تدعو الجمهور إلى إعداد خمسة
كبيكات
قبل الركوب، وضعت العملة في العداد وانتظرت حتى أضيء نوره فعبرت. وقفت على السلم المتحرك حتى أصبحت في الممر السفلي، اتجهت إلى المحطة وجاء القطار. ركبت ووقفت إلى جوار الباب بجانب فتاة صغيرة شقراء في الخامسة عشرة، يدها في يد فتى من سنها، وأمامي مباشرة امرأة في الثلاثين يبدو عليها الإنهاك، ثم نزلت بعد محطتين في
كيروفسكايا
وهبطت السلم المتحرك إلى الممر العابر، مضيت في الممر ثم درت معه إلى اليسار حتى محطة
تورجنسكايا ، أخذت المترو. أمامي كانت امرأة متبرجة وشعرها مرفوع إلى أعلى في دوائر، بدا الشعر جيد التصفيف كما لو كانت قادمة من عند الكوافير، وكانت نائمة، وحولنا انتشرت عشرات من وجوه النسوة العادية المجردة من الجمال. أعلن السائق: محطة المعرض، نهاية الخط. خرجت من المترو. وقفت على السلم الكهربائي الصاعد، كانت هناك مجموعات ضاحكة من الشباب على السلم الهابط. خرجت إلى الساحة، مضيت حتى محطة الباص. كانت الأنوار ساطعة على مبعدة عند مدخل مبنى المعرض الذي علقت فوقه راية حمراء هائلة تحمل صورة
لينين . وقفت أنتظر الباص. ركبت، وضعت خمسة
كبيكات
अज्ञात पृष्ठ