============================================================
وأعوانه كذلك، وسلموا عليك وأخذ روحك بالرفق كما أخذ أرواح الأنبياء والشهداء والصالحين، فأبشر بالخير في القيامة. اليوم الأول يريد اليوم الثاني، وعنوانه: إن رأيت خيرا فخير، وإن رأيت شرا فشر. جاء ملك الموت إلى موسى (110/ب] عليه السلام وبيده / تفاحة فأشمه إياها، فأخذ روحه في تلك الشمة. وهكذا كل من قربت منزلته عند الله عز وجل، يأخذ روحه على أسهل وجه، وأحسن حال.
ياقوم: موتوا قبل أن تموتوا عن نفوسكم وإرادتكم، أكثروا ذكر الموت، وتأهبوا له قبل مجيئه، وقد متم قبل أن تموتوا يسهل عليكم الموت، ولا يبقى له ثقل ولا كرب. لا بد من مجيء يوم الموت، ويوم القيامة، فانتظروهما. هذان يومان لا مرد لهما من الله عز وجل. كونوا عقلاء. ما أرى لكم قلوبا ولا معرفة بالقلب.
ويحك تدعي الزهد وتلبس ثياب الزهاد ثم تمضي إلى أبواب الملوك والأغنياء الذين هم آبناء الدنيا . فترجع نفسك وتطلب الدنيا، وتتمنى ماهم فيه، أما (1/111] علمت أن النبي صلى الله عليه ( و[آله وصحبه] وسلم قال: "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"(2).
شغل الدنيا أنها تقطع الطريق على عباد الله عز وجل، تسحرهم وتأخذ عقولهم هذا عام في حق الكل إلا من شاء الله عز وجل. آحاد أفراد يتولى الله عز وجل قلوبهم وأعمالهم ويحفظهم في خلواتهم وجلواتهم، يصفي هم بيد قدره (1) قطعة من حديث، أخرجه البخاري، كتاب الايمان، باب فضل من استبريء لدينه،،54 عن النعمان ين بشير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم يقول : "الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبريء لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلبه. كما اخرجه مسلم في كتاب المساقاة، باب أحذ الحلال وترك الشبهات، 1599 بالفاظ مختلفة
पृष्ठ 124