============================================================
يفسد صحتك، وشغل يذهب فراغك، اغتنم غناك قبل فقرك فإن الغنى لا يدوم.
اكرم الفقراء وأشركهم فيما بيدك؛ فإن الذي يعطيهم هو الذي يحصل لك عند ربك وينفعك في آخرتك.
ويحكم اغتنموا حياتكم قبل موتكم. اتعظوا بالموت. قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "اكفى بالموت واعظاه(91). الموت يبلي كل جديد، ويقرب كل بعيد ويكدر كل صافي. الموت ليس عنه فوت، ربما جاء في هذه الساعة، أو في هذا اليوم. الأمر بيد غيركم ليس هو بأيديكم، كل ما آنتم فيه عارية: شبابكم، وصحتكم، وفراغكم، وغناكم، وحياتكم، عندكم عارية، فليكن همكم ما أهمكم. ويلك كيف تأمر غيرك بالصبر وأنت ( جزع، كيف تامر بالشكر على [95/ب النعم وأنت تارك لشكرها، تأمره الرضا بالقضاء وأنت ساخط. كيف تأمره بالزهد في الدنيا وأنت راغب فيها وتأمره بالرغبة في الآخرة وأنت زاهد فيها، تأمره بالتوكل على الله عز وجل وأنت متوكل على غيره، وأنت مقوت الحق عز وجل وملائكته، و مقوت قلوب الصديقين الصالحين من عباده، أما سمعت قول بعضهم: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم(42) (91) ذكره الهيثمي في المجمع، 10/،408 عن عمار أن النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم قال: "كفى بالموت واعظا، وكفى باليقين غنى". وقد روى الترمذي في كتاب الزهد، في ياب ما جاء في ذكر الموت، 2308 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم: "اكثروا ذكر هادم اللذات، يعني الموت" وقد ذكر العجلوني في الكشف.، ،50 الحديث عن العسكري بلفظ: "مر رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم بمجلس من مجال الأنصار وهم يمرحون ويضحكون، فقال: اكثروا ذكر هاذم اللذات؛ فإنه لم يذكر في كثير إلا قلله، ولا في قلل إلا كثره، ولا في ضيق إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقها".
(92) هو لأبي الأسود الدؤلي في الديوان لابن سعيد العسكري بتحقيق محمد حسن آل ياسين ص42 ومنها: 105
पृष्ठ 109