============================================================
خيرها. أطعمها الحلال وقد اطمانت. لا تأمنها فالنفاق دأبها ولذاتها، تصلي وتصوم وتحمل المشاق حتى تسمع مدحها من الخلق، والذكر لها في المحافل.
تعلموا فإن من لا يرى المفلح لا يفلح. إذا طهر قلب العبد المؤمن من نجاسة الرياء والنفاق كانت ركعتان منه خيرا من ألف ألف ركعة ممن لم يطهر قلبه منها.
يا منافق: كل نفاقك من نفسك، اقطع مواد نفسك وقد زلت لخالقها وقد انقطع شرها، النفس تريد تربية وصنعة حتى تصلح وتحمل ما تحمل، مثلها كمهرة اشتريتها وهي صغيرة لا تقدر [أن] تحملك ولا تحمل رحلك، الست تربيها (1/72] وتدرجها من شيء إلى شيء حتى) تطمئن وتحمل متاعك وتمشي تحتك في الفيافي(45) والقفار. أنت عاشق لنفسك، لا تقدر أن تخالفها، تقودك إلى حيث تريد يوما بعد يوم وقد جاءك حتفك، وقد جعلت طاعتك في التسويف، تقول: اليوم أتوب وغدا أتوب، سوف اتفرغ لطاعة ربي عز وجل، سوف أقضي ما في ذمتي من الديون والمظالم، سوف أفعل كذا وكذا، فبينما أنت كذلك في غمرات اغترارك إذ جاءك الموت، يأخذك ويأتيك بغتة، فلا تقدر [أن] تتخلص منه، وتبقى ذنوبك وديونك ومعاصيك معبأة عليك.
ويحك: تجمع دينارا فوق دينار وليس لجمعك منتهى، كل ذلك عقارب 1721] عليك، وحيات تلسعك. الدينار دار نار ( والدراهم دار هم. الدنيا اشتغال والآخرة اهوال، والعبد بينهما إلى أن يستقر به القرار؛ فإما إلى جنة أو إلى نار.
يا غلام: لا تأكل ما لا تعلم أصله وفرعه، اكل (41) الحرام يسود القلب. كل من لا صبر له (27) كيف ياكل الحلال؟ فإن آكل الحلال(48) من له صبر على محاربة 45) الفيافي: الصحراء.
(46) في (1): اصل اكل الحرام.
(47) اي من لا يصبر عن اكل الحرام لا يستطيع أن يصبر على الحلال.
(48) فإن آكل الحلال: نقص من (1).
पृष्ठ 86