जला आयनैन

Ibn al-Aloosi d. 1317 AH
110

जला आयनैन

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

प्रकाशक

مطبعة المدني

بكثير مما أمر به المشايخ من الأخلاق والعبادات ولهذا كثير من العباد يأخذون من كلامه سلوكهم فينتفعون بذلك وإن كانوا لا يفقهون حقائقه ومن فهمها منهم ووافقه فقد تبين قوله. (وأما) صاحبه «الصدر الرومي (١») فإنه كان متفلسفًا فهو أبعد عن الشريعة والإسلام ولهذا كان الفاجر «التلمساني» «الملقب بالعفيف» (٢) يقول: كان شيخي القديم متروحنًا متفلسفًا والآخر فيلسوفًا متروحنًا يعني الصدر الرومي فإنه كان قد أخذ عنه ولم يدرك «ابن عربي» في كتاب «مفتاح غيب الجمع والوجود» وغيره يقول: إن الله تعالى هو الوجود المطلق والمعين كما يفرق بين الحيوان والجسم المطلق والجسم المعين والمطلق لا يوجد إلا في الخارج مطلقًا ولا يوجد المطلق إلا في الأعيان الخارجة فحقيقة قوله: إنه ليس سبحانه وجود أصلًا ولا حقيقة ولا ثبوت إلا نفس الوجود القائم بالمخلوقات ولهذا يقول هو وشيخه: إن الله تعالى لا يرى أصلًا وأنه ليس في الحقيقة اسم ولا صفه ويصرحون بأن ذات الكلب والخنزير والبول والعذرة عين وجوده. تعالى الله عما يقولون!! . وأما «الفاجر التلمساني» فهو أخبث القوم وأعمقهم في الكفر فإنه لا يفرق بين الوجود والثبوت - كما يفرق «ابن عربي» - ولا يفر بين المطلق والمعين والثبوت - كما يفرق ابن عربي - ولا يفرق بين المطلق والمعين - كما يفرق «الرومى» - ولكن عنده ما ثم غير ولا سوى بوجه من الوجوه. وأن العبد إنما يشهد السوى ما دام محجوبًا فإذا انكشف حجابه رأى أنه ما ثم غير يبين له الأمر ولهذا كان يستحل جميع المحرمات حتى حكى عنه

(١) جلال الدين الرومي صاحب «المنثوى» توفي ٦٧٢هـ. (٢) الشاعر عفيف الدين سليمان بن علي، اشتغل بالتصوف وشرح بعض كتبه توفي سنة ٦٩٠ هـ.

1 / 112