والمبادىء : اما تصورية , أو تصديقية , فان حضور شيء ما عند الذهن | يسمى تصورا , وهو نفس الادراك .
وما يلحقه لحوقا يجعله محتملا للتصديق أو التكذيب , يسمى تصديقا , | هو الحكم بمتصور على متصور . ولا يطلب في العلوم سواهما .
ولما انحصر المعلوم في معلوم التصور , ومعلوم التصديق , فالمجهول | منحصر في مجهولهما . ويسمى الفكر الموصل إلى التصور قولا شارحا , والفكر | الموصل إلى التصديق حجة .
فقصارى أمر المنطقي , أن ينظر في مبادىء كل من القولين , وكيفية تأليفه | على الوجه الكلي القانوني , لا بالنظر إلى المواد المخصوصة بالمطالب الجزئية .
ويجب عليه أن ينظر في الألفاظ , من حيث هو : معلم للمنطق , أو متعلم | له , للعلاقة الوضعية بين اللفظ والمعنى , لا من حيث هو منطقي فقط .
وعلم المنطق بعضه على سبيل التذكير والتنبيه , وبعضه على سبيل العلم | المتسق , الذي لا يقع فيه غلط .
وهو قانون للبعض الذي بخلافه , وإلا لافتقر المنطق فيما يستنبط منه | بالفكر إلى منطق آخر , وليس كذا .
ولا بد من انتهاء المبادىء إلى تصورات وتصديقات بديهيتين , وإلا لاكتسب | المجهول بالمجهول , وهو محال , ولا تصديق إلا على تصورين فصاعدا . |
पृष्ठ 152