410

जदीद फी हिकमा

الجديد في الحكمة

संपादक

حميد مرعيد الكبيسي

प्रकाशक

مطبعة جامعة بغداد

प्रकाशन वर्ष

1403م-1982م

प्रकाशक स्थान

بغداد

أما إذا كان وجودها على التعاقب ، كهذه الحوادث فلا ، ولا يمتنع | في بداية العقول وجود مجموع غير متناه ، يكون كل واحد من آحادة :

حادثا وأبدي الوجود ، وغير مرتبط بشيء من الآحاد .

فإن بحدوث كل واحد من الآحاد ، يحدث مجموع غير المجموع | الذي كان قبل حدوث ذلك الواحد . فإن الأشياء إذا أحدثت مع شيء | يكون المجموع الذي معه ، غير المجموع الذي دونه ، فيكون كل مجموع | غير متناهي الآحاد ، مسبوقا بمجموع آخر ، هو كذلك . وهذا المجموع | إنما هو ( لوحة 366 ) مجموع اعتباري ، لا حقيقي ، وآحاده فغير | معدودة في نفس الأمر ، فإن العدد من الأمور الاعتبارية ، التي لا وجود | لها بالفعل في الأعيان .

وليس للذهن عد هذه الآحاد ، فليست بمحصورة في عدد ، وهي | بحيث لو عدها عاد أبد الدهر ، ما انتهى تعديده لها ، بحيث يكون آتيا | على الكل . والعالم بأسره حادث بالحدوث الذاتي .

فإن لا استحقاق وجوده عقلا متقدم على استحقاق وجوده ، فإن | استحقاق الوجود أمكن من غيره ، وهو مشروط بالاستحقاق من نفسه .

وما للشيء من ذاته يتقدم على ما له من غيره ، كما علمت . فأن | لا يكون للعالم وجود متقدم عقلا ، على أن يكون له وجود ، فهو إذن | حادث حدوثا ذاتيا .

ومن يقل أنه حادث بالحدوث الزماني ، فلا يمكنه أن يجعل | الزمان من جملة العالم ، إذ لو كان من جملته ، لما كان سبق العدم | على العالم سبقا زمانيا ، فيكون إذن سبقا غير زماني . ولا يتصور أن | يكون ذلك سبقا زمانيا ، إلا إذا توقف وجود العالم ، على غير الواجب | لذاته ، ولم يكف في وجوده ذاته وصفاته اللازمة عن ذاته ، لو جاز أن | يكون له صفات حقيقية كذلك . |

पृष्ठ 574