330

जदीद फी हिकमा

الجديد في الحكمة

अन्वेषक

حميد مرعيد الكبيسي

प्रकाशक

مطبعة جامعة بغداد

प्रकाशन वर्ष

1403م-1982م

प्रकाशक स्थान

بغداد

ولا يظن أن المقدمتين محصلتان للنتيجة ، بأن يفيدا وجودها ، بل | هما معدان للنفس باستعداد قريب لحصول صورة النتيجة فيها من المبدأ | المفارق .

وكما أن الأوليات لا يتوقف الحكم بها على غير تصور الطرفين ، | ولا يجاب فيها عن لمية طالبة للتصديق ، فكذلك إذا لاحت المقدمات ، | والتفتت النفس إليها حق الالتفات ، تحصل النتيجة بينه .

وإذا طلب لمية التصديق ، لم يمكن ان يجاب بشيء . وكم من

شخص يعرض عليه امر ، فلا يفيده علما البتة ، ويفيد غيره علما يقينا ، | وطمأنينة روحانية . فكل هذه وسائط للعلم ، وأما واهبة فغيرها . | ونحن نجد جوهر النفس في الأطفال خاليا عن كل صورة عقلية .

ثم تحصل له المعقولات البديهية ، من غير تعلم ولا روية ، وليس | حصولها فيه بمجرد الحس والتجربة ، إذ لا يفيد أن بمجردهما حكما | كليا ، إذ لا يؤمن وجود شيء مخالف لما أدركته ، فحكمنا أن الكل أعظم | من جزئه مثلا ليس لانا أحسسنا كل جزء ، هذا حاله . وكذلك القول في | تصديقنا بالبراهين ، أذا صحت ، فأن أعتقادنا صحتها لا يصح بتعلم ، | وألا فذلك يتمادى إلى ما لا يتناهى ، ولا ذلك مستفاد من الحس . إذ لا | يفيد الحكم الكلي .

فهذه الأشياء أذن من فيض الهي يتصل بالنفس النطقية ، وتتصل | به ، فيحصل فيها هذه الصور العقلية . والذي فاض منه ذلك ، لا بد | وأن تكون هذه المعقولات حاصلة فيه ، لما مر ، من وجود كونه كالخزانة | لها .

وأذا كان كذلك لم يكن جسما ولا جسمانيا ، أذ المعقولات لا تحصل | في جسم ، ولا جسماني .

पृष्ठ 491