ولما كان الأمير الكبير الفاضل العالم العادل , عز الدين فخر الإسلام | والمسلمين , معتمد الدولة , فخر الملك , مفتخر العراقين , دولة شاه بن الأمير | الكبير , سيف الدين سنجر الصاحبي , بلغهما الله مبتغاهما , وأدام | أيامهما ) . ممن اطلع على شرف هذا العلم , بالمعيته الثاقبة , وآرائه | الصائبة , التمس مني تصنيف كتاب فيه ترسمه , فعملت هذا الكتاب في | أثناء ما قد الجئت إليه , من ملابسة الأمور الدنية , والشواغل الدنيوية , | مشتملا - مع اختصاره - على مهمات المطالب , وأمهات المسائل , متضمنا - مع | | الزيادات التي من قبلي - لخلاصة أفكار الأواخر , والباب حكمة الأوائل , | خاليا عما يقصر عن إفادة اليقين , من الحجج والدلائل , عاريا عن تحقيق مالا | يجدي تحقيقه بظائل .
فلا تجد في هذا الكتاب , إلا ما ينتفع به , في العلم بالله تعالى , | وتوحيده , وتنزيهه , وصفات جلاله , وعجائب مخلوقاته الدالة على : كبريائه | وعظمته , وبيان جوده وعنايته .
وفي إثبات الملائكة السماوية , والنفوس الأرضية , وإدراكاتها , وآثارها , | وبقائها بعد خراب البدن , وأبديتها , وتزكيتها , وما يعصمهما من الخطأ | والخذلان .
( وفي ) خصائص النبوة , والولاية , وحاد المعاد , والنشأة الثانية .
وبالجملة هو مشتمل على ما يعصم من الضلال , ومزلة أقدام الجهال , | ويسعد النفس في المال , بما تحلت به من الكمال .
وأقول - مع اعترافي بتقصيري , وقلة بضاعتي من العلم - : أنه لا يعرف | محل هذا الكتاب , إلا المحقق , الذي طال نظره في الكتب السابقة عليه .
وقد جعلته سبعة أبواب , في كل باب منها سبعة فصول . ومن الله | أستمد العصمة , وأصابة الصواب , والرحمة , وجزيل الثواب , إنه الغفور الوهاب . | | فراغ | |
पृष्ठ 147