जदीद फी हिकमा
الجديد في الحكمة
अन्वेषक
حميد مرعيد الكبيسي
प्रकाशक
مطبعة جامعة بغداد
प्रकाशन वर्ष
1403م-1982م
प्रकाशक स्थान
بغداد
शैलियों
وإن أخذ من حيث أنه انسان أو حجر أو غير ذلك ، لم يمكن اعتبار | كونها كميات منفصلة إلا عند اعتبار كونها معدودة بالآحاد التي فيها ، فهي | إنما تكون كميات منفصلة بالحقيقة ، لكونها معدودة بالوحدات التي فيها | | فأذن كمياتها المنفصلة ، ليس إلا لعدديتها لا غير . والبرهان على كون | العدد عرضا ، هو أنه متقدم بالوحدات التي هي أعراض . | ومجموع الأعراض لا يكون جوهرا ، وعرضية الوحدات يدل عليها أن | وحدة الجوهر مساوية لوحدة العرض في مفهوم كونها وحدة ، فذلك | المفهوم إن كان جوهرا ، استحال حصوله في العرض ، لأن الجوهر لا يوجد | في العرض ، وإن كان عرضا لم يمتنع حصوله في الجوهر ، فوجب الجزم | بكون الوحدة عرضا .
وظاهر أن الوحدة ، وإن كانت مبدأ العدد ومقومة له ، فليست بعدد | ولا كم ، إذ التعريف لهما لا يصدق عليها ، بل أقل العدد ( لوحة 279 ) | اثنان ، وهو الزوج الأول . ونسبة الوحدة إلى العدد ، ليست كنسبة | النقطة إلى الخط ، لأن الوحدة جزء العدد ، والنقطة نهاية الخط ، وليست | بجزء منه ، وإلا لزم تركب الخط من النقطة ، والسطح من الخطوط ، | وللجسم من السطوح . وهذا هو معنى تركب الجسم من الجواهر الأفراد ، | وستعلم ذلك ، وامتناعه .
وكل نوع من أنواع العدد له وحدة ما ، باعتبارها يكون له لوازم | وخواص ، مثل الزوجية والفردية والمنطقية والأضمنية ، وغير ذلك مما | يشتمل عليه علم الأرثماطيقي ، وهذه الخواص ممتنعة الزوال .
وله اعتبار كثرة ، وخصوصية تلك الكثرة هي نوعيته التي هي بها | ما هو ، فليس العدد مما لا حقيقة له مطلقا . وكيف يكون لما لا حقيقة | له ، لا في الخارج ولا في الذهن خواص ولوازم ومناسبات عجيبة ، قد أفراد | لها علم ، وفرع منه فروع . فهو مما له حقيقة في الاعتبار الذهني ، وإن | لم يكن له حقيقة زائدة في الوجود الخارجي كما سبق . |
पृष्ठ 269