واستأنفا حديثهما بالبيت: أنا أستطيع أن أعطيك العشرين مليونا. - أنا أعرف ذلك. - ولكن؟ - طبعا. - كم؟ - ما تأمر به. - أنت تعرف خطورة العملية. - وأعرف أن مرتبك ضئيل. - إذن ماذا تقدر لي؟ - ما تقوله نافذ. - لن أثقل عليك ... أريد مليون جنيه.
وصمت فتحي هنيهة ثم قال: والله لا أرد لك كلمة أبدا. - على بركة الله. •••
الفصل الثالث عشر
ذهبت مبروكة إلى الوكالة القديمة التي تركها حموها وأبوها وزوجها، واتخذوا مقرا فاخرا لهم بشارع شريف مكونا من خمس غرف، ودفعوا فيه مبلغا ضخما. أما شئون الوكالة فقد تركوها لياسر بن متولي الذي كان قد تخرج في كلية التجارة. ولم يكن ياسر منتظما في الحضور إلى الوكالة معتمدا على العاملين بها من ذوي الخبرة. ولم يكن أحد منهم يجرؤ على خيانة الأمانة مع خبرة متولي الفائقة وبخل توفيق الشديد.
فحين ذهبت مبروكة إلى الوكالة استقبلها صميدة الضبع وجلسا في مكتب متولي. - أهلا وسهلا بالباشمهندسة. - قل لي، أليس بكري الشماع قريبك؟ - نعم. - أهو هنا؟ - نعم. - ناده.
وقالت مبروكة: العملية التي قمتم بها في وكالة مدبولي لا تترك ذهني مطلقا. - وكيف عرفتها؟ - إن أبي كثيرا ما يرويها لنا مفتخرا أنه هو الذي دبرها. - صحيح هو الذي رسمها من أولها لآخرها. - نريد أن نقوم بعملية مثلها. - حريق آخر؟ - لا، المسألة أبسط من هذا. قل لي يا بكري هل معك مسدس؟ - ولا يترك جيبي. - إذن نقوم بالعملية. - متى؟ - سأخبركما بالميعاد. - هل ستأتين هنا مرة أخرى؟ - لا، سأطلبك في التليفون. - هذا أحسن. الحمد لله اليوم ياسر ليس هنا. طبعا أنت لا تريدين أحدا أن يعرف. - طبعا إذا كنت لم أقل لزوجي.
وقامت مبروكة وذهبت إلى مكتب حسان ووجدته. وخلت بهما الغرفة فقالت مبروكة: أريد أن تكتب لي عقد شراء أرض بناء. - تحت أمرك. - من المشتري ومن البائع؟ - هل من الضروري أن تعرف الأسماء؟ - لا شك. - المشتري صميدة الضبع، والبائع شحاتة عبد الموجود.
وفي خيرة المحامي الضليع اشتم حسان أن في الأمر شيئا غير طبيعي، بل قدر أن هناك ما يتنافى مع شرف المهنة. فقال لها أين أطراف العقد؟ - موجودون. - طبعا موجودون، ولكن لا بد أن يحضروا إلي. - هذا مجرد عقد ابتدائي. - ولكنه صادر من مكتبي. - إذن أقول لهما ليأتيا إليك. - أنا تحت أمرك.
واستأذنت وانصرفت، إلا أن حسان لم يترك الأمر يمر ببساطة فأمسك سماعة التليفون وطلب رقما. •••
طلبت مبروكة صميدة وقالت له: هل تعرف محاميا؟ - أعرف محامين كثيرين. - أريد محاميا يكون في أول حياته. - هذا أمر سهل. - قل لي أين تسكن؟ - أين أسكن؟ - نعم. - لماذا؟ - سأقول لك فيما بعد. - أسكن في شبرا. - هل مسكنك مرتفع عن الأرض؟ - بل هو تحت الأرض. - هل زوجتك تعيش معك؟ - زوجتي في البلدة. - إذن أنت وحدك في البيت. - نعم أنا أعيش وحدي. - عظيم. - ما هو؟ - لا شأن لك. سأكلمك غدا وتكون قد أخذت موعدا من المحامي. •••
अज्ञात पृष्ठ