14
وهي التي تكون «قانون الصنعة» كما يقول جابر، أي أن عليها تتوقف قوانين علم الكيمياء؛ غير أن هذه المعادن السبعة نفسها قد تكونت في جوف الأرض من معدنين أساسيين، هما الكبريت والزيبق، فهذان المعدنان إذ يمتزجان بنسب مختلفة يتكون منهما بقية المعادن المذكورة؛ فكأنما هذه المعادن لا تتباين إلا في الكيفيات العرضية التي طرأت نتيجة للنسبة التي مزج بها الكبريت والزيبق في باطن الأرض؛ على أن الكبريت والزيبق تتفاوت طبيعتاهما باختلاف تربة الأرض التي نشآ فيها، وباختلاف الكواكب «أي المقومات الزمنية» التي أحاطت بتكوينهما؛ مثال ذلك أن يكون جزء الأرض الذي فيه نشأ الكبريت أو الزيبق معرضا لحرارة الشمس؛ فقد يجيء الكبريت نقيا لطيفا، وهو ما يسمى بكبريت الذهب؛ لأنه هو الكبريت الذي إذا ما مزج معه الزيبق في مركب واحد سليم التوازن في مقاديره، نتج عن امتزاجهما الذهب؛ فلأن اتزان عناصر المزج في الذهب قد جاء على أتمه تراه يقاوم النار، فلا تقوى النار على إحراقه كما تحرق سائر المعادن.
15
ونعود إلى المعادن السبعة الرئيسية التي هي مدار علم الكيمياء، (وقد تسمى بالأحجار السبعة): الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والزيبق والقصدير؛ فنقول: إن نظرية جابر هي أن كل معدن من هذه المعادن يظهر في خارجه كيفيتين من الكيفيات البسيطة الأربع (الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة)، ويخفي في باطنه الكيفيتين الأخريين؛ وبالكيمياء نستطيع إظهار الباطن وإخفاء الظاهر فيتحول المعدن القائم معدنا آخر، ولو قلنا هذا الكلام نفسه بعبارة أخرى، قلنا: إن لكل معدن من هذه المعادن صفتين موجودتين بالفعل، وصفتين أخريين موجودتين فيه بالقوة؛ فلو استخرجنا ما هو موجود بالقوة إلى موجود بالفعل، تبدل المعدن معدنا آخر.
16
والقائمة الآتية تبين لكل معدن صفتيه الظاهرتين وصفتيه الباطنتين:
اسم المعدن
صفتاه الظاهرتان
صفتاه الباطنتان
الذهب
अज्ञात पृष्ठ