ليس بين الحياة والموت غير درجة، تدق عن اللحظ، سموها المحبة، هنالك من يلفه الفتور وهو مترع بالحياة، وهنالك من يهرول ومهمازه الموت: هذا يزدري الدرجة وذاك يجهل خبرها، أما أنت فعن كلا الحزبين غريب: ولعك بالحياة يتقد حين تلاعب الموت، ما أحسن ما ترفرف فوق الدرجة! لا رفرفة ألعبان يتذبذب على حبل توتر. هذا خطر تستهين به، لا تجد عنده شرف الروعة. لا! إن الدوار الذي يترقبك - ماذا أقول؟ - هه، إن الدوار الذي ترعاه في نفسك أبلغ هولا وأبعد استهواء ... أتراك جربت الحب؟ هل تدري؟ تطالب الحب بما يفزع منه الحب نفسه: تبتغي الملء الطافح. (مهلة)
لك هذا، وأنا أجاريك ... متى نلتقي؟ واحسرتاه! أنت تحيا متهالكا على غمام الموت، وأنا لا أزال أعاني الشره إلى برق الحياة. بيني وبينك الآن حفرة، ركزت فيها حراب تسهر لدمائنا، لن تنفل فينكسر جشعها حتى أشرف على الفرجة: قبلة البعيد. متى نلتقي؟ إن أنا أسررت إليك الآن: أحبك فهيهات، لا أجذبك، لن يقدر استسلامي إلا أن يهيج الدوار ... يهيج الدوار. ليتك تسقط! (يزعزعها هذا التمني)
حماك الله! (تعود إلى التمني في صوت محبوس)
آه! تسقط فألملم النثار فأحضنه ... أحضنك ... إذا أضاع المرء ذاته فما أسعده حين يضم أشلاء تختلج! أشلاء الجسد الذي هاجرت إليه ذاته. (مهلة)
عندئذ بعد طول التلوي تنفسح الغمة ... أهلا بالفرجة! إذن أجدك في عجاج الوله، فألمس ما يفوت اللمس، فوق تلك الحفرة، ولن يقطر مني ولا منك دم؛ لأنا نكون قد عبرنا إلى ملكوت الأمان. (صمت. القيثاري يدخل، يهم بجس القيثار، يتردد ثم يكف. القوال يأخذ بذراعه فيخرجان. الأعمى والكسيح يلحقان بهما في بطء وهما يتناقشان بإشارات موجهة إلى الجبل.)
زينة (تنظر إلى حيث صعد فدا) :
دعني أودعك، أطوف حولك بجوارح أصبحت تتنفس عند حافة الغيب. (ترقص رقصة هفافة، مجلوة الوجه. موسيقى غاية في اللطافة) . (زينة بعد رقصتها تغيب في الكوخ. هادي لا يزال في تفكره. في آخرة المهاد يترنم الفلاحون ببيت النشيد «أنا أسطورة الزمن» .) (الستار يسقط)
المرحلة الخامسة
(اللفيف يدخلون فوجا فوجا، الإمام يلحق بهم.) (الرجل الأول سقط.) (للفيف ضحكات استهزاء سريعة. هادي ينتفض. زينة تخرج من الكوخ. الفلاحون يأخذهم الشده فيكفون عن الترنم. صمت. القوال يدخل.)
زينة (في هدوء) :
अज्ञात पृष्ठ