زينة :
مهلا، هادي! إنه لا يزال فيها. إليه يحدقون ولن يكفوا، يا له من نصر! ما حسبتهم يبلغونه ... نصر عابر ، نعم. هل للبشر أن يفلحوا في قطع الحبال تشد سواعدهم إلى ذبذبة الجبن؟ إرخاء الحبال برهة بعد برهة، ذلك كسب عظيم. (مهلة)
هب أستاذك، ثقب سور المحظور، إلا أن كره البشر للإعجاز لن يبطئ أن يلحم الثغرة، أما هو فلن يغيب عن البصائر أبدا. (في بطء)
الباقي سر ما ذهب ... أن يترك المرء الأرض عن رضى؛ ذلك سبيله إلى الدوام؛ يترك الأشياء كلها، حتى الحب، تمجيدا للحب. يقبل على حسه ينزه مداره فيحتفى بمنح غمضت، أومضت، من كنوز إلهام منيع، يستصغر الحياة فيخاطر باللظى عزف على العضل ورنم في اللحم. يخاطر وهو يخف إلى حيث الريح عربدت فأضمرت إعصارا عصفاته قذفات خناجر. (مهلة)
هذا الذي يحدقون إليه، يا هادي نجوم دارت على قطب الحق، كلوم حول جيد النور ... يا لشظايا قلب كبره جبروت الزوال. (اللفيف ينصرفون، وهم يردون أنظارهم بعناء عن العالية. القوال والفلاحون يحدقون إليها بلا توقف. الأعمى والكسيح يتناقشان في صمت. هادي ينظر إلى زينة مليا، ثم ينصرف من غير الجهة التي قصد إليها اللفيف، وعلى وجهه أمارات جسارة خاشعة. زينة تمضي وحدها إلى صدر المهاد كأنها في ملاءة نور. موسيقى يغلب عليها الروحاني. ظل القيثار يتخطط على المهاد.)
القوال :
هل خرجنا من أسطورة الزمن؟ (الستار يسقط)
अज्ञात पृष्ठ