في الوقت نفسه تقريبا، وصل سيدريك الساكسوني مع الليدي روينا، ولكن لم يكن أثيلستان برفقتهما. كان هذا السيد الساكسوني ذو الجسم الطويل والقوي قد لبس درعا؛ كي يأخذ مكانه بين المتصارعين، وما فاجأ سيدريك إلى حد بعيد أنه أدرج اسمه في فريق فارس الهيكل.
وعلى الرغم من أن طبيعة أثيلستان اللامبالية منعته من أن يتبع أي وسيلة لتزكية نفسه لدى الليدي روينا، فلم يكن بأي حال غافلا عن سحر جمالها، واعتبر زواجه منها أمرا مسلما به من غير شك، برضا سيدريك وأصدقائها الآخرين؛ لذلك ساء سيد كوننجزبيرج المغرور المتراخي وأغضبه أن رأى المنتصر في اليوم السابق يختار روينا لتحوز ذلك الشرف الذي أصبح امتيازا له أن يمنحه. ولمعاقبته على هذه الأفضلية التي بدت متعارضة مع مسعاه، أصر أثيلستان، واثقا من قوته، على ألا يكتفي بتجريد الفارس المحروم من الميراث من عونه القوي، بل أيضا أن يذيقه ثقل فأسه إن سنحت الفرصة.
بمجرد أن لاحظ الأمير جون أن الملكة المختارة لذلك اليوم قد وصلت إلى الميدان، امتطى جواده وتقدم لمقابلتها، متظاهرا باللطف الذي يلائمه كل الملاءمة عندما يطيب له أن يبديه، ثم خلع قبعته وترجل من فوق الجواد ليساعد الليدي روينا على النزول من فوق سرج جوادها، بينما كشف أتباعه عن رءوسهم، ونزل واحد من أرفعهم شأنا عن جواده للإمساك بجوادها.
قال الأمير جون: «إننا بهذا نضرب المثل على الولاء الواجب لملكة الحب والجمال، ونقودها بأنفسنا إلى عرشها الذي يجب أن تعتليه اليوم.» ثم قال: «أيتها السيدات، أحطن ملكتكن بالرعاية، ما دمتن ترغبن بدوركن أن تنلن مثل هذا الشرف.»
وبعد أن قال الأمير ذلك، قاد روينا إلى مقعد الشرف المقابل لمقعده، بينما كانت أجمل السيدات الحاضرات وأكثرهن رفعة يحتشدن وراءها للحصول على أقرب الأماكن قدر الإمكان من الملكة المؤقتة .
وسط القتال الذي تباينت فيه الحظوظ، كانت عيون الجميع تسعى لتبين قائدي الفريقين، اللذين اختلطا في زحمة القتال، وأخذا يحثان رفاقهما بالهتاف تارة وبضرب المثل تارة أخرى. أظهر كلاهما مآثر عظيمة من البسالة، ولم يجد كل من بوا جيلبرت والفارس المحروم من الميراث في الفريق المواجه لهما بطلا يمكن أن يوصف بأنه نظير لأي منهما.
عندما قلت الأعداد في الميدان من كلا الجانبين، اللذين أصبحا غير قادرين على مواصلة القتال، تواجه أخيرا فارس الهيكل والفارس المحروم من الميراث بكل الغضب الذي يمكن أن يستحثه العداء المميت، مقترنا بالتنافس على الشرف.
ولكن في ذلك الوقت كان فريق الفارس المحروم من الميراث يتعرض للهزيمة؛ فقد كان ذراع فرونت دي بوف الضخمة من ناحية، وقوة أثيلستان الكبيرة من ناحية أخرى، يسقطان من يتعرض لهما ويشتتان قوته على الفور؛ لذلك أدار كل منهما جواده في اللحظة نفسها، واندفع النورماندي نحو الفارس المحروم من الميراث من جانب، واندفع الساكسوني من الجانب الآخر.
صاح جميع المشاهدين: «انتبه! انتبه! أيها السيد المحروم من الميراث!» فانتبه الفارس للخطر القادم نحوه، وموجها لفارس الهيكل ضربة بأقصى قوته تراجع بجواده متقهقرا في نفس اللحظة؛ من أجل أن يفلت من هجوم أثيلستان وفرونت دي بوف. وإذ تفادي هذين الفارسين، اندفعا من جانبين متقابلين بين هدف هجومهما وفارس الهيكل، وكادا يصطدمان بجواديهما لولا أن كبحا جماحيهما وأوقفا ذلك الاندفاع، ولكنهما استعادا السيطرة على جواديهما واستدارا بهما، وسعى الثلاثة نحو هدفهم المشترك، وهو أن يطرحوا الفارس المحروم من الميراث أرضا.
مباراة الفروسية، بريشة جيه ماكفارلين.
अज्ञात पृष्ठ