186

इत्तिहाफात

الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية

संपादक

عبد القادر الأرناؤوط - طالب عواد

प्रकाशक

دار ابن كثير دمشق

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

आधुनिक
تفسد أحيانًا، فيفسد الدم، ولوفي بعض الأعضاء، فتكون الغنغرينا التي تقضي بقطع العضو الذي تظهر فيه؛ لئلا يسري الفساد إلى الجسد كله، فيكون هالكًا. ومن تأثيره في جهازالتنفس: إضعاف مرونة الحنجرة، وتهييج شُعب التنفس، وأهون ضرر ذلك بحة الصوت، والسعال، وأعظمها تدرن الرئة؛ أي: السل الفاتك بالشبان، والقاطع لجميع لذات الإنسان.
وأما تأثيره في المجموع العصبي: فهو الذي يولد الجنون، ويهلك النسل، فولد السكور لا يكون نجيبًا، وولد ولده يكون شرًا من ولده، وأضعف بدنًا وعقلًا، وقد يؤدي تسلسل هذا الضعف إلى انقطاع النسل بالمرة؛ لا سيما إذا جرى الأبناء على طريق الآباء، كما هو الغالب، وأطباء الأفرنج، وعلماؤهم مجمعون على أن ضرر الخمر أكبر من نفعها، وقد أُلِّفت جميعات في أوربا، وأمريكا، ومصر للسعي في إبطال المسكرات، فهم يتعاهدون على عدم الشرب، وعلى الدعوة إلى ذلك، والسعي لدى الحكومات بالتشديد على بائع الخمور. فالأيام، والأجيال كلما تقدمت، وارتقت تؤيد قول القرآن بأن إثم الخمر والميسر أكبر من نفعهما؛ فإن أطباء هذا العصر يصفون من مضرات الخمرما لم يكن معروفًا عند الأطباء المتقدمين، وهو ما أطلقه الله تعالى لعباده؛ليبحثوا فيه، ويتبينوا صدقه بأنفسهم؛ لتكون عقولهم مؤدية لكتابه بوجوب اجتنابه.
وأما إثم الميسر؛ أي: إثم متعاطيه: فما ينشأ من الفقر، وذهاب المال في غير طائل، والعداوة، وإيحاش الصدور، وضياع مستقبل نفسه إذا لم يكن صاحب عائلة، أو ضياعه، وضياع مستقبل عائلته، فإذا كان مستخدمًا في مصالح الحكومة، أو الشركات الأجنبية، أوالأهالي؛ فإنه بسبب الميسر يتطلع إلى ما في يده من مال الغير، أو ما في يدي غيره من المال، فتحدثه نفسه باغتيال ذلك، ويحسن له الشيطان ذلك، ويوقع في قلبه، بأنه لو مد يده إلى أموال الغير التي تحت يده، وبددها في القمار لربما يربح في أقرب وقت مالًا كثيرًا، فيرد ما اغتاله من أموال الناس، ولا يطلع عليه أحد، فيتجاسر، ويأخذ شيئًا فشيئًا إلى أن ينكشف أمره، ويؤخذ على يده، ويفتضح، وتذهب منه وظيفته، ويحكم عليه بالحبس، ويعد من المجرمين، ويقتل مستقبله قتلًا مؤبدًا؛ حيث يموت موتًا معنويًا، فلا يرفع بعد ذلك رأسًا، وتمسي عائلته فقراء، يتطلبون العيش فلا يجدونه. وهذا كثير في زماننا، تنشره الجرائد على صفحاتها، وتتكرر حوادثه، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومن مضاره: إفساد التربية بتعويد النفس على الكسل، وانتظار الرزق من الطرق الوهمية، وإضعاف القوة العقلية بترك الأعمال

1 / 187