الحادي عشرة: الإلهامية وهم قوم من الفرق يعرضون عن قراءة القرآن و تعلم العلم يقنعون بمتابعة كتب الحكماء والمبتدعين ويقولون: إن القرآن حجاب الطريق وأبيات الحكماء وأشعارهم قرآن الطريق وهذا كفر محض.
الثانية عشرة: أهل الحق وهم قوم يتبعون السنة ويؤدون الصلاة في الوقت مع أهل السنة والجماعة ويحذرون عن الشراب والزنا والسماع والرقص والحرام ثم أخذ في مدح هذه الفرقة والأمر باتباعها إلى أن قال واحذر عن الفرق الأحد عشر التي ذكرناها فهم أهل البدعة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: من أهان صاحب بدعة آمنه الله تعالى يوم القيامة من الفزع الأكبر (1) (انتهى).
أقول: الفرقة الأخيرة غير داخلة في التصوف المبحوث عنه وعلى تقدير دخولها في طريقتهم تدخل في حكمهم ويدل على ذلك ما مضى وما يأتي ويزيد هنا وجوه:
أحدها: أنهم من العامة المخالفين كما يدل عليه كلام النسفي وثناؤه عليهم فتقليد الشيعة لهم غير معقول.
وثانيها: أن ظاهر حال هؤلاء أنهم استعملوا لفظ التصوف بمعنى الزهد وهو لا يدل عليه، فعلى تقدير عدم مخالفتهم للشرع في شئ فنسبتهم فاسدة ليس لها معنى صحيح بل هي موهمة لمعنى فاسد.
وثالثها: أن هذه النسبة على كل حال غير جايزة لما تقدم من الأدلة الدالة على المنع منها هذا، وقد ذكر بعض العلماء أسماء طوائف الصوفية أزيد مما ذكره النسفي فقال: إن من طوايفهم وحدتية، وواصلية، وحبيبية، وولائية، ومشاركية، وشمراخية، ومباحية، وملامية، وحورية، وجمالية، وتسلمية، وكاملية، وتلقينية، وإلهامية، وخورية، وعشاقية، وحلولية، وذوقية، وجمهورية وزراقية (انتهى).
पृष्ठ 25