٢٧- أخبرتنا ست الأهل بنت علوان، قالت: حدثنا البهاء ⦗٤٢⦘ عبد الرحمن، حدثنا عبيد الله بن شاتيل، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا عبد الله بن يحيى السكري، حدثنا إسماعيل الصفار، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، أخبرني القاسم، قال: اجتمع أبو هريرة وكعب ٌ، فجعل أبو هريرة يحدث عن النبي ﷺ، وجعل كعب يحدث عن الكتب. فقال أبو هريرة: قال النبي ﷺ: «إن لكل نبي دعوةً مستجابةً، وإني قد خبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة» . قال كعب: أنت سمعت هذا عن رسول الله ﷺ؟! قال: نعم. قال: فداه أبي وأمي. أفلا أخبرك عن إبراهيم ﵇؟ إنه لما رأي ذبح ابنه إسحاق، قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا، فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه، فذهب الشيطان فدخل على سارة، فقال: أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت: غدا به لبعض حاجته. قال: فإنه لم يغد به لحاجة، إنما ذهب به ليذبحه، قالت: ولم يذبحه؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قالت: قد أحسن أن يطيع ربه، فخرج الشيطان في إثرهما، فقال للغلام: أين يذهب بك أبوك؟ قال: لبعض حاجته، قال: فإنه لا يذهب بك لحاجة، ولكن يذهب بك ليذبحك، قال: ولم ⦗٤٣⦘ يذبحني؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، قال: فوالله لإن كان الله أمره بذلك ليفعلن. قال: فيئس منه فتركه ولحق بإبراهيم، فقال: أين غدوت بابنك؟ قال: لحاجة. قال: فإنك لم تغد به لحاجة إنما غدوت به لتذبحه. قال: ولم أذبحه؟ قال: تزعم أن ربك أمرك بذلك قال: فوالله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن. قال: فتركه ويئس أن يطاع، ﴿فلما أسلما﴾ قال معمر: ﴿وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين﴾ قال: وأوحى الله إلى إسحاق أن ادع، فإن لك دعوةً مستجابةً. فقال: اللهم أني أدعوك أن تستجيب لي، أيما عبدٍ من الأولين والآخرين لقيك لا يشرك بك شيئًا، أن تدخله الجنة.
1 / 41