144

इथबात नुबुव्वा

शैलियों

============================================================

كاب اثيات النبودات استحال ان يكون ظهور الانسان غير واجب في الحكمة لسياسة من دونه من الحيوان وامتنع ان يكون ظهور الرسالة ايضا غير واجب في الحكمة لسياسة من دونها من الحي الناطق الذي هو البشر فقد ثبت ان وجوب الرسالة في نفس الحكمة كما كان وجوب الانسانية في نفس الحكمة .

جد بين الرسالة والحكمة تشابها من وجه آخر وذلك ان الحكمة منقسمة الى العلم والعمل ، ثم ان العلم منقسم الى العلم الاعلى والعلم الأوسط والعلم الأدنى وثم ان العمل منقسم الى سياسة العامة وسياسة الحاقة وسياسة الخاصة ، كذلك الرسالة منقسمة الى العلم والعمل وعلم الرسالة منقسمة الى ثلاثة اقسام : احدها : التأويل وهو شبيه بالعلم الاعلى ، والثاني : علم الكلام وهو شبيه بالعلم الأوسط والثالث : علم الفقه وهو شبيه بالعلم الادنى ، وكذا العمل ينقسم الى قسمين : احدها : عمل في الاموال وهو شبيه بسياسة العامة والثاني : عمل على الابدان خاصة وهو شبيه يسياسة الخاصة.

فإذا النبوة واجبة في نفس الحكمة على ما قدمنا عليه القول ولا خلاف بين اهل العقل وان كل شيء كان من شيء فإنه يشبهه في جميع الوجوه وهذا المعنى استشهد اطقنا عليه السلام بالآفاق والانفس الي لا يشك احدا في انها بالحكمة ابدعت وخلقت فلو لم تكن في الحكمة لوجوب رسالته شاهدة ما استشهد بها فلما وجدناه يستشهد بكل شيء من العالم والانفس على صدق نبوءته ولم يتهيأ لاحد ان يرد عليه قوله لو يجهد في دعواه شيء يكذب استشهاده بهما علمنا ان وجوب رسالته في فس الحكمة اظهر من وجوبها في نفس العالم وقد امره الله تعالى ذكره ان يدعو اخلق بها في قوله : أدع التى سبيل ربيك بالحكسمة والنموعظة الحسنة وجاد لهم بالتي هي أحسن إن ربك مو أعلم بمن ضل عن سبيئله وهو أعلم بالمهتدين.

وكما ان في الحكمة كفاية لكل مطلب ولا تعجز الحكمة عن اعطاء كل ذي حق حقه من غير بخس وتضع الاشياء مواضعها التي تليق بها فتنزلها منازلها لتبلغ الاشياء مبلغها وغايتها فلا تضيع الحكمة ولا تبطل الصنعة كذلك الرسالة فيها كفابة لكل وقت وزمان ولا تعجز الرسالة عن وضع اشياء ناموسية شرعية لصلاح الخلق على مقدار الوقت والزمان ليكون البشر تحت ظل سياستها باقيأ وينال بيركتها ما يسعد به في اولاه وعقباه وقد خاطب الله تعالى ذكره بهذا المعنى الناطق عليه السلام اذ

पृष्ठ 144