============================================================
المقالة الثانية الاستكانة لمن يكون تزكية نفسه من قبله ، وهو الاساس الذي يرشدك الى اليوم الآخر ، فالطول منها نظير معرفة الله جل جلاله ، اذ الطول ذو قدر واحد ، كما ان معرفة الله تعالى انما هي بعد نفع ما يوجد في الروح من الصفات والاضافات، الإقرار بوحدانيته مجردا عن صفات الارواح ، والعرض منها مع طول نظير طاعة السول : اذ العرض والطول ذو قدرين ،كما ان معرفة الرسول انما تكون ذات وجهين احدهما : الاقرار بظاهر رسالته ، والاخر : معرفة حقائقها ، والعمق مع العرض والطول نظير اليوم الآخر وصاحبه ، اذ العمق مع الطول والعرض ذو اقدار ثلاثة كما ان صاحب القيامة صاحب المراتب الثلاثة ، ووضع للاقدار الثلاثة ست من الجهات لكل قدرجهتان، فجهة الطول الامام والخلف على ان معرفة المبدع انما هي بالنفي والاثبات ، فالنفي نظير الامام ، يعني ان معرفة المبدع امام نفي ما يوجد في المخلوق عنه، والخلف نظير الاثبات يعني وانها مع صعوبة مسلكها وتعطيلها ، وكذلك وقع لعرض جهتان : وهما اليمين والشمال ، يعني وقع لدعوة الناطق طريقان : احدهما الظاهر وهو نظير الشمال . والآخر الحقيقة وهو نظير اليمين والعمق ، كذلك جهتان : وهما العلو والسفل يعني ان صاحب القيامة يعلو ببعض الخلائق الى عليين ويسفل ببعضهم الى اسفل السافلين . وبالقدر الواحد الذي هو الأطول لا يظهر شكل البتة على ان الذي ظهر بأمر المبدع ، وهما الأصلان اللذان عرفاه حق معرفته لا يقبلان في واتهما شيئأ من الاشكال الجسمانية ، وبالقدرين اللذين هما الطول والعرض تظهر انواع الاشكال ولا يظهر شيء من الجسمانية الذي هو نوع الجوهر على ان الناطق عليه السلام هو الذي اظهر اشكال الدين ووضع كل شيء موضعه الا ان يكون باستعمال الاشكال الشرعية لا يصور صورا روحانية ، وبالاقدار الثلاثة الي هي الطول والعرض والعمق تظهر انواع الجسم. على ان صاحب القيامة يصور الانسان بالصور الروحانية الابدية(1 الأزلية ، فهذه صفة الاحوال الثلاثة التي لا يخلو شيء من الاديان عنها ، وان الاقدار الثلاثة التي لا يخلو شيء من العالم الجسماني عنها قد اقمنا في هذه الدائرة ليقع تحت حس البصر لا ليكون اقرب الى الاوهام .
وما دون الاحوال الثلاث في الشرائع فانها تخالف بعضها بعضا في باب التحليل والتحريم ، كما ان العالم الجسماني بعد الاقدار الثلاث التي تعم جميع اشخاصها
(1) سقطت في نسخة س.
تدود.
पृष्ठ 103