इथारत तरघीब
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
शैलियों
وفى رواية يحيى: فحن الجذع حنينا رق له أهل المسجد، فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوضع يده عليه فسكن، وقال له: «إن شئت أن أردك إلى الحائط الذى كنت فيه كما كنت تنبت لك عروقك ويكمل خلقك ويجدد خوصك وتمرك، وإن شئت أن أغرسك فى الجنة فيأكل أولياء الله من تمرك» ثم أصغى النبى (صلى الله عليه وسلم) رأسه يستمع ما يقول فقال: بل تغرسنى فى الجنة فيأكل منى أولياء الله تعالى، وأكون فى مكان لا أبلى فيه، فسمعه من يليه فقال النبى (صلى الله عليه وسلم): «فنعم قد فعلت»، ثم عاد إلى المنبر وأقبل على الناس فقال: «خيرته كما سمعتم فاختار أن أغرسه فى الجنة، اختار دار البقاء على دار الفناء».
وفى رواية: فغاب الجذع وذهب.
وكان الشيخ أبو الحسن البصرى- (رحمه الله)- إذا حدث بحديث الجذع بكى طويلا وقال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شوقا إليه من الله تعالى؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه (1).
وحديث الجذع مشهور، والخبر به متواتر. وجماعة من الصحابة كلهم يحدث بمعنى هذا الحديث منهم: أبى بن كعب، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وسهل بن سعد، وأبو سعيد الخدرى، وبريدة، وأم سلمة، والمطلب بن أبى وداعة.
وفى رواية جابر بن عبد الله: سمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار (2).
واعلم أن هذا الجذع ليس له اليوم عين ولا أثر؛ فقد روى أن أبى بن كعب- رضى الله عنه- أخذه لما غير المسجد وهدم فكان عنده فى بيته حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاة (3).
पृष्ठ 384