308

इथारत तरघीब

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

शैलियों

اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح على أبواب فضلك وأبواب رحمتك.

ثم يتوجه إلى منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويصلى عنده ركعتين بحيث يكون عمود المنبر بحذاء منكبه اليمين؛ فإنه موقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ويقرأ فى الركعة الأولى الفاتحة وقل يا أيها الكافرون، والثانية الفاتحة وقل هو الله أحد، ثم يسجد شكرا لله تعالى على الوصول إلى تلك البقعة الشريفة والبلوغ إلى تلك الروضة المنيفة؛ على قول من يرى سجدة الشكر معتبرة مشروعة كأبى يوسف ومحمد والشافعى- رضى الله عنهم- ويدعو بما أحب.

وإن كان يخاف فوات المكتوبة يبدأ بها؛ فإن تحية المسجد تحصل بها أيضا، ويدعو بعدها.

ثم ينهض ويتوجه إلى قبر النبى (صلى الله عليه وسلم) ويقف عند رأسه ويدنو منه ويكون وقوفه بين القبر والمنبر مستقبلا للقبلة، ولا يضع يده على جدران الحظيرة ولا يقبلها؛ فإن تلك ليست من سنن الصحابة رضى الله عنهم؛ بل يدنو على قدر ثلاثة أذرع أو أربعة أذرع، ويصلى على النبى (صلى الله عليه وسلم) وعلى الصديق والفاروق على ما يأتى، ثم يبعد عنها قدر رمح أو أقل؛ فإن ذلك أقرب إلى الحرمة. كذا عن الفقيه أبى الليث وعن أصحابنا أيضا.

ورأيت فى مناسك أصحاب الشافعى- رضى الله عنهم- وغيره: أنه يقف على وجه يكون ظهره إلى القبلة ووجهه إلى الحظيرة، والصحيح ما ذكرنا؛ لأنه جمع بين العبادتين مع استقبال القبلة فى حالة واحدة.

فإذا وقف بحذاء رأسه- (عليه السلام)- على ما ذكرنا يقف بالحرمة ناظرا إلى الأرض غاض البصر مطرق، ويضع يمينه على شماله كما فى الصلاة، ويمثل صورته الكريمة فى عينه أنه موضوع فى اللحد ما زال كالنائم، وأنه عالم بحضوره وقيامه وزيارته، وأنه يسمع كلامه وسلامه وصلاته؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم): «من صلى على عند قبرى سمعته، ومن صلى نائيا بلغته»؛ ولأنه أوفر تعظيما له فى قلبه ويقول:

السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبى الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا أمين وحى الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا

पृष्ठ 336