248

इथारत तरघीब

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

शैलियों

اللهم فكما هديتنا لذلك فتقبله منا، ولا تجعل هذا آخر العهد ببيتك الحرام، وإن جعلته آخر العهد فعوضنى عنه الجنة ، وارزقنى العود إليه وإلى زيارة قبر نبيك (صلى الله عليه وسلم) برحمتك يا أرحم الراحمين.

وأما عند الشافعى فالمنقول عنه أن يقول عند الوداع بين الركن والباب وهو الملتزم (1): اللهم إن هذا البيت بيتك، والعبد عبدك وابن عبدك، حملتنى على ما سخرت لك من خلقك، وسيرتنى فى بلادك حتى بلغتنى بنعمتك، وأعنتنى على قضاء نسكك، فإن كنت رضيت عنى فازدد عنى رضى وإلا فمن الآن قبل تناء عن بيتك، وهذا وقت انصرافى، إن أذنت لى غير مستبدل بك ولا بنبيك محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولا راغب عنك ولا عن نبيك، اللهم فاصحبنى العافية فى بدنى، والعصمة فى دينى، وأحسن منقلبى، وارزقنى طاعتك ما أبقيتنى، واجمع لى خيرى الدنيا والآخرة، إنك على كل شىء قدير.

ويستحب أن يدعو فى الملتزم بدعاء آدم (عليه السلام)؛ لما روى عن عبد الله بن أبى سليمان- مولى بنى مخزوم- أنه قال: طاف آدم (عليه السلام) بالبيت سبعا بالليل حين نزل من الجنة، ثم صلى تجاه باب الكعبة ركعتين، ثم أتى الملتزم فقال:

اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فاقبل معذرتى، وتعلم ما فى نفسى وما عندى فاغفر لى ذنوبى، وتعلم حاجتى فأعطنى سؤلى، اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبى، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبنى إلا ما كتبت على، والرضا بما قضيت لى. فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم قد دعوتنى بدعوات فاستجبتها لك، ولن يدعونى بها أحد من أولادك إلا كشفت عنه غمومه، وكففت عليه ضيعته، ونزعت الفقر من قلبه، وجعلت الغنى بين عينيه، وتجرت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهى راغمة وإن كان لا يريدها (2).

قال: فمذ طاف آدم (عليه السلام) كانت سنة الطواف.

पृष्ठ 275