216

इथारत तरघीब

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

शैलियों

ولا يجوز لأحد أن يقول: إن قبول التوبة النصوح فى مشيئة الله تعالى؛ فإن ذلك جهل محض ويخاف على قائله الكفر؛ لأنه وعد قبول التوبة قطعا وهذا بخلاف الإيعاد فإن العفو عنه وترك العقوبة كرم منه لا أنه خلف. هذا مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة وتمامه عرف فى الأصول، وإنما ذكرت هذه المسألة هنا كيلا يتشكك التائب فى قبول توبته إذا كانت توبة نصوحا؛ فإنه بتلك التوبة والاعتقاد يصير مذنبا أعظم من الذنب الأول.

ثم اعلم أن تمام التوبة وقبولها موقوف على إرضاء الخصوم برد المظالم إلى أصحابها، وقضاء الديون، ورد الودائع والأمانات بقدر الوسع والطاقة؛ لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «لا يقبل الله توبة عبد حتى يرضى الخصماء؛ فإذا رضى خصماؤه رضى الله عنه، ويقبل توبتة وصومه وصلاته، ودرهم واحد يرد إلى الخصماء خير له من عبادة ألف سنة».

وفى رواية: «ولرد دانق من حرام خير له من سبعين حجة» (1).

وينبغى أن يجتهد فى رد المظالم وقضاء الديوان ورد الودائع إلى أربابها؛ فإن السفر بعيد والعمر قصير والناقد بصير والخطر شديد، وأن يخيل هذا السفر بسفر الآخرة؛ لأن علاماته أنموذج علامات سفر الآخرة بعينه فى الحقيقة لمن تدبره.

واعلم أن كل معصية أو مظلمة أو حق لغير يجب عليك توبته ورده وأداؤه؛ فهو كغريم متعلق بذيلك ويمنعك من الوصول إلى مقصدك ومطلوبك، وكأنه يقول لك بلسان الحال فى المقال: كيف يحل لك قصد حرم الملك ذى الجلال وأنت مصر على معصيته ومرتكب على مخالفته وتطمع فى رضاه عليك وتتعرض لإحسانه إليك أفلا تخش من الرد والطرد؟!

पृष्ठ 243