ثم إن الحديث لا ريب في حسنه؛ نظرا إلى الطريق الآخر، بل قال شيخنا (قدس سره)-: إن حديث إبراهيم بن هاشم لا يقصر عن الصحيح (1).
وفيه تأمل يظهر من ملاحظة كتب الرجال، وموافقة الاصطلاح في تعريف الصحيح؛ فإن شأن إبراهيم لا يصل إلى التوثيق على ما وقفت عليه.
وتصحيح العلامة في المختلف بعض الطرق الذي هو فيها (2)، قد مضى فيه القول (3).
غير أنه ينبغي أن يعلم أن النجاشي قال في ترجمة إبراهيم بن هاشم: قال أبو عمرو الكشي: إنه يعني إبراهيم تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الرضا (عليه السلام)، وفيه نظر (4).
وقد ذكرت وجوها للنظر في حاشية الفقيه، والذي يخطر الآن في البال أن أوجهها: كون النظر راجعا إلى أنه من أصحاب الرضا (عليه السلام)؛ لأن النجاشي ذكر في ترجمة محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني: وروى إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، عن الرضا (عليه السلام)(5).
وهذا الكلام يعطي أنه روى عن الرضا (عليه السلام) بواسطة إبراهيم المذكور.
وإن أمكن أن يقال: إنه لا مانع من كونه من أصحاب الرضا (عليه السلام) وقد روى عنه بواسطة، إما دائما أو في بعض الأحيان؛ إلا أن سياق المقال يقتضي عدم لقاء الرضا (عليه السلام).
पृष्ठ 53