لأبى محمد قاسم بن أصبغ ومن أشهر الناس بصحبته حتى يقال: إنه قلما فاته شيء مما قرئ عليه، سمع منه من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (٣٣٨) وقال ابن عبد البر أيضًا: ورأيت كثيرًا من أصول قاسم بن أصبغ فرأيت سماعه في جميعها وحدث بعلم جمّ. وقال ابن عبد البر: قرأت "مصنف أبى محمد قاسم بن أصبغ في السنن" على عبد الوارث بن سفيان أخبرنا به قاسم. وقرأت عليه المعارف لأبى محمد بن قتيبة وسمعت عليه "شرح غريب الحديث" له. أخبرنا بهما عن قاسم بن أصبغ، عن عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة، وقرأ ابن عبد البر أيضًا على عبد الوارث بن سفيان "موطأ ابن وهب" بروايته عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن سحنون (١). قلت: وقد تكرر ذكر عبد الوارث بن سفيان هذا في كتاب الكنى (٢).
٤ - سعيد بن نصر بن عمر بن خلفون أبو عثمان، يعرف بابن أبى الفتح، سمع قاسم بن أصبغ وآخرين، روى عنه ابن عبد البر وقال: كانت من أهل الدين والورع والفضل، معربًا فصيحًا. سمع سعيد بن نصر بقرطبة، ورحل إلى المشرق ودخل بغداد، فسمع من أبى على بن الصواف، وإسماعيل الصَّفارّ، وتوفى ببخارى يوم الأربعاء لاحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمسمين وثلاثمائة (٣٥٠) * سمع منه ابن عبد البر "الموطأ" و"أحاديث وكيع" يرويها عن قاسم بن أصبغ عن القصّار عنه، وسمع منه أيضًا كتاب "المشكل" لابن قتيبة، وقرأ عليه "مسند الحميدى" وأشياء (٣).
_________
(١) انظر جذوة المقتبس (ص ٢٩٥ - ٢٩٦)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٦٠).
(٢) انظره في مكانه في فهرس التراجم (الفهرس الرابع من هذه الرسالة).
(*) هكذا ذكر في تاريخ وفاته والظاهر أن فيه خطأ وإلا لكانت وفاته قبل مولد ابن عبد البر بـ (١٨) سنة وهذا قطعًا خطأ.
(٣) انظر الصلة (١/ ٢٠٧)، بغية الملتمس (ص ٣١٣ - ٣١٤)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٣/ ٣٦٠).
1 / 29